زعم المتحدّث باسم ​الجيش الإسرائيلي​، ​أفيخاي أدرعي​، أنّ "التّحقيق في ملابسات الحادث المروّع الّذي أسفر عن مقتل سبعة من موظّفي منظّمة "المطبخ المركزي العالمي- ورلد سنترال كيتشن" (WCK) الإنسانيّة في ​قطاع غزة​ بنيران قوّاتنا، والّذي أجرته آليّة التّحقيق التّابعة لهيئة الأركان العامّة برئاسة الميجر جنرال المتقاعد يؤاف هار إيفِن، تم طرحه أمس (الخميس) على رئيس الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي".

وأشار في تصريح، إلى أنّ "الحادث وقع بتاريخ 1 نيسان 2024، أثناء حملة لنقل المساعدات الإنسانيّة التّابعة للمنظّمة إلى قطاع غزة. ويتبيّن من التّحقيق، أنّ قوّات الجيش رصدت مسلّحًا واحدًا على متن إحدى شاحنات المساعدات، ثمّ فكّرت بوجود مسلّح آخر. وبعد مغادرة السّيّارات للمستودع الّذي تمّ إفراغ المساعدات فيه، أخطأ أحد القادة الاعتقاد بأنّ المسلّحين يتواجدون في السّيّارات المرافقة وبأنّهم من عناصر "​حماس​". ولم تتعرّف القوّات على السّيّارات المذكورة باعتبارها تابعة لمنظّمة "WCK".

ولفت أدرعي إلى أنّ "عقب خطأ القوّات في تحديد هويّة السّيّارات، هاجمت القوّات سيّارات "WCK" الثّلاث، بناءً على الإدراك الخاطئ بأنّها كانت تقلّ العناصر الحمساويّة، ممّا أدّى إلى مقتل سبعة نشطاء مساعدات إنسانيّة أبرياء"، مبيّنًا أنّه "تمّت مهاجمة السّيّارات الثّلاث من خلال الانتهاك السّافر للأوامر والتّعليمات المتعلّقة بهذا الموضوع".

وذكر أنّ "استنتاجات التّحقيق تشير إلى أنّه كان بالإمكان منع وقوع الحادث، ومع ذلك كانت الجهات الّتي وافقت على الهجوم على قناعة بأنّها تستهدف عناصر حمساويّة مسلّحة دون نشطاء منظّمة "WCK"، مشدّدًا على أنّ "استهداف سيّارات المساعدات عبارة عن خطأ جسيم نجم عن خلل خطير يعود إلى التّعرف الخاطئ، وإلى الخطأ في اتخاذ القرارات، وشنّ هجوم بصورة تتعارض مع أوامر وتعليمات إطلاق النّار".

كما أفاد بأنّ "بعد طرح نتائج التّحقيق، وعقب النّتائج الوخيمة المترتّبة عن الحادث، قرّر رئيس الأركان اتخاذ الإجراءات القيادية التاليّة: بحقّ قائد الإسناد اللّوائي، وهو ضابط برتبة ميجر سيتمّ اتخاذ إجراءات عزله عن منصبه، وبحقّ رئيس أركان اللّواء، وهو ضابط احتياط برتبة كولونيل سيتمّ اتخاذ إجراءات عزله من منصبه، وبحقّ قائد اللّواء وقائد الفرقة 162 سيتمّ اتخاذ إجراءات التوبيخ القيادي. كما قرّر رئيس الأركان إصدار توبيخ قيادي بحقّ قائد المنطقة الجنوبيّة، بسبب مسؤوليّته الشّاملة عن الحادث".

وادّعى أدرعي أنّ "الجيش ينظر ببالغ الخطورة إلى هذا الحادث المروّع، الّذي أودى بحياة سبعة أشخاص يقدّمون المساعدات الإنسانيّة، الّذين هم من غير المتورّطين وأبرياء. نحن نعبّر عن بالغ حزننا لهذا الفقدان، ونبعث بخالص تعازينا إلى أفراد العائلات ومنظّمة "WCK"، مؤكّدًا "أنّنا نولي أهميّةً بالغةً لعمل منظّمات الإغاثة الدّوليّة الإنسانيّة الحيويّة، وسنواصل العمل على تنسيق ودعم نشاطاتها، مع الحرص على سلامة أفرادها والحفاظ على حياتهم".