أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال كلمة له في قداس "ذكرى شهداء زحلة"، إلى "أننا نلتقي السنة ككلّ سنة كي نتذكر شهداءنا، والأهمّ لنتذكر شهادتهم التي أبقتنا مغروسين في هذه الأرض مثل الأرز الشامخ، مع حريّتنا الكاملة، وكرامتنا غير المنقوصة".

ولفت إلى أن "الشرق الأوسط ما زال منطقة "متوحّشة"، إذ قد يحاول في أي وقت من الأوقات، الكبير أو الأقوى فيه القضاء على الأصغر أو الأضعف، كما شهدنا في السنوات العشر الأخيرة في سوريا وكما نرى حالياً ما يحصل في غزّة. من هنا، تأكّدوا لو لم يكن شعبنا صلباً وشجاعاً وعلى كامل الاستعداد للشهادة حينما تدعو الحاجة عبر التاريخ، " لكان صار فينا متل ما صار بغيرنا بالدول المجاورة، وكنّا هلّق، لا سمح الله، صرنا بخبر كان".

ورأى رئيس "القوات" أن "شهداءنا هذا العام مسرورون أكثر من أي عام مضى بعدما باتوا على يقين أن نقطة دم من دمائهم لم تذهب سدى، وبعدما رأوا من عليائهم صمودنا وصلابتنا في خضم هذه الظروف الصعبة والعصيبة"، و"يرون تماماً عدم رضوخنا في أي لحظة من اللحظات مام أخصام لدودين متكبّرين، شموليي النظرة والأداء، ولا يتورّعون البتة عن القيام بأي شيء "لأنو كل شي مسموح عندن"، ورفيقنا الياس الحصروني خير دليل على ذلك. هم يرون كيف نواجه بالوسائل المتاحة كلها أرباب التسلّط ومنطق الفرض وجماعة الرياء والنصب والإحتيال والكذب"، و"يرون كيف لم ولن نسمح لهم أن يفرضوا علينا مرشّحهم لرئاسة الجمهورية، ونقول لهم هذه السنة كما الماضية ونؤكد من جديد: "متل ما إنّو ع زحلة ما بيفوتوا، هيك كمان، ع بعبدا ما بيفوتوا".

وأضاف جعجع "شهداؤنا يرون مدى ضغطنا على الحكومة كي تطبّق فوراً القرار الدوليّ 1701 وتنشر الجيش اللبناني على حدودنا الجنوبية، بمسعى جديّ منّا لإنقاذ أهالينا في الجنوب من العذابات والموت والدمار الذي يعيشون في الوقت الحاضر وكي نخلّص الجنوب ولبنان كله من "الأعظم" بعد. هم يرون كيف يكافح اللبناني يومياً في سبيل إطعام عائلته في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وكيف نحاول مساعدة بعضنا البعض بـ"فلس الأرملة" بغية الاستمرار وعدم السقوط، وكيف ننحت في الصخر كي تبقى مدننا وقُرانا، ولو بالحد المتاح، مكاناً للعيش الكريم"، و"من المؤكد أن شهداءنا فخورون بنا نتيجة وقوفنا كالرمح في وجه صعوبات هذه المرحلة وتحدّياتها وتطوّراتها كلها".

وإذ رأى أنّ "أهميّة الشعوب تقاس بمدى قدرتها على مواجهة الصعاب والظروف القاسية، قال: "ها إننا مرّة من جديد، نبرهن للعالم أجمع أننّا شعب لا ينكسر ولا ينحني أمام العواصف والرياح العاتية، داعيا الى وجوب تعزيز الجهود لتخطي ظروفنا الاقتصادية الصعبة، ولو "الله بالينا" بمسؤولين سياسيين لا إيمان ولا دين لهم، ولكن علينا تكثيف العمل".

وتابع جعجع "صحيح أن ثمة مجموعة في بلادنا تصادر قرار جميع اللبنانيين رغما عنهم، إلا أن علينا الاستمرار في النضال كي يعود قرار اللبنانيين للبنانيين، من خلال دولتهم الشرعية. صحيح أن المنطقة من حولنا متفجّرة، ولكن علينا التصميم وتكثيف الجهود لإبعاد بلدنا عن خطر هذه الأحداث وإيصاله إلى شاطىء الأمان"، و"هذه المرّة نعمل من أجل إيصال لبنان إلى شاطئ أمان نهائي، آمن بالفعل، لا تهدده الأمواج مهما كانت عاتية، ونستطيع وأولادنا العيش في كنفه براحة واطمئنان، بعد نضال طويل استمر قروناً وقروناً ليجعلنا نستحقه".