أحيت القوات اللبنانيّة في منطقة زحله ذكرى شهدائها ، في قداس إحتفالي حمل عنوانا " ع دروب المجد" ، ترأسه راعي أبرشية الفرزل،زحله والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم في مقام سيدة زحله والبقاع.

وحضر القداس الذي خدمته "كشافة الحرية، فوج زحله"، إلى

أشار راعي أبرشية زحله المارونية المطران جوزف معوض، خلال إحياء "القوات اللبنانية" قداس "ذكرى شهداء زحلة" تحت عنوان "ع دروب المجد"، إلى أنّ "شهداءنا ثروتنا، فإن كانت زحلة مدينةُ الكنائس، فإنها دون أدنى شكٍ مدينة الشهادة والشهداء أيضا. هذا إرثٌ نمى مع نشأة هذه العروس الساحرة وصار جزءاً لا يتجزأ من تكوين شخصيتها وهويتها. تُرابها مجبول بدم شهدائها لذلك صار أثمن من الذهب. الشهادة عندنا ليست حدثا منفصلا بفرادته، بل هو حالةٌ مشتَركة بين أصحاب القضية والعقيدة والإيمان والشرف والأرض والوطن الواحد. إنها جزء من جيناتنا، نتوارثها من جيل إلى جيل فتسري في شراييننا دمٌ حارٌ وحُرٌّ يغذي قلوبنا ويصفّي عقولنا".

وقال: "كثيرون منا يُعطون من مالهم ووقتهم، لكن قِلَّةٌ هم أولئك الذين يقدمون أنفسهم ذبيحةَ فداءٍ عن غيرهم على مذبح الوطن. هذا ما يجمعنا في هذه اللحظة العظيمة لنستذكر شهداءنا الذين قدموا أرواحهم فداءً عن زحلة، فداءً عن قِيم الحُرية والكرامة والعدالة التي لا تقبل المساومة، فداءً عن لبنان، الوطن الذي يستند على أسس الديمقراطية وحُكمِ القانون واحترامِ حقوق الإنسان. شهداؤنا، هم قُدوة لنا جميعًا، رمزٌ للتضحية والإخلاص، وعبرةٌ تدعونا للثبات والصمود في وجه الاستبداد والطغيان والتحديات والمحن".

ولفت إلى أنّه "بشهدائنا البواسل صارت زحلة مَلحمةَ أمجادٍ وبطولات، أُنشودةً أنغامُها فِداء، وتاريخاً يزهو بجباه عاليات. شهداؤنا أبَوا السلاسل فاعتنقوا الحرية وعانقوها، حفروها في وجداننا حروفا لا تُمحى ودروساً خالدات ووشمَ صليب الانتصار الذي لا نتفاخر إلاَّ به"، مضيفًا "لنجدد اليوم العهد مع شهدائنا، بأن نبقى أوفياء لذكراهُم، فنحملَ شُعلَتهُم ونواصلَ النضال من أجل تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها، ولنعمل بكل قوتنا وعزيمتنا لبناء وطن يستحق تضحياتِهم، ويحقق أماني شعبنا في العيش بكرامة وسلام. كما نجدد العهد بالوقوف إلى جانب عائلاتهم، مع التزامنا الدائم بالحفاظ على رموزهم الوطنية المقدسة، من أجل بناء وطنٍ يسوده العدل والاستقرار والازدهار، تحت راية الوحدة والتلاحم والتضامن".