اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في عظته القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، الى انه " ظل التحديات اليومية، قد يتوانى المؤمن في حياته مع المسيح، وفي العيش وفق وصايا الله، في صلاة مستمرة وجهاد للمحافظة على حياة مسيحية مستقيمة هي صليبنا الشخصي الذي نحمله ونسير به وراء المسيح لنصل إلى الملكوت".

وتابع :"نظن أن هذا حمل ثقيل، لكن الرب يقول لنا: «تعالوا إلي، يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم وتعلموا مني... لأن نيري هين وحملي خفيف» (مت 11: 28-30). فكما حمل المسيح صليبه ليحقق القيامة، هكذا علينا أن نحمل صليبنا الشخصي بقبول وطاعة، على طريق جلجلة هذه الحياة الفانية، لتتحقق لنا القيامة العامة.

وراى عودة ان "شعبنا يفهم تماما معنى الصليب، لأنه يحمله منذ عقود، بسبب مسؤولين لا يفرقهم شيء عن القادة الذين حكموا على المسيح بالصلب ظلما وافتراء، خوفا من خسارة منصب. فكما غسل بيلاطس يديه وتبرأ من جريمته، هكذا يفعل قادة هذا البلد الذي أمعن به قادته فسادا واستغلالا وإجراما، وما كان منهم إلا أن غسلوا أيديهم من كل ما حل بالبلد لأن المسؤولية بالنسبة لهم كرسي ومجد أرضي فيما هي خدمة محبة ودفاع عن الحق والعدل والحرية والقانون، وبذل ذات من أجل الذين وضعوا تحت مسؤوليتهم".

واضاف :"مؤسف جدا ومضر أن يبقى لبنان بلا رئيس لما يقارب السنتين، ومؤسف أكثر أن النواب، ممثلي الشعب، لا يبذلون الجهد الكافي من أجل تطبيق الدستور وانتخاب رئيس. لكن الموجع أن الدولة سائبة والإدارات معطلة وبعض المراكز شاغر والسادة الوزراء يستنسبون التعيينات ولو مخالفة للقوانين والأعراف. يستميتون للوصول إلى المركز وعند وصولهم يصبحون المحور عوض جعل المواطن وحقوقه محور عملهم. قد يتصل بهم متصل ولا يجيبون، وقد يطلب منهم مواطن حقا ولا يستجيبون. وقد يحجبون عن بعض المؤهلين لمركز ما هذا الحق إرضاء لإرادة عليا أو تلبية لمصلحة. ومن يدفع الثمن غالبا ما يكون مواطنا منضبطا لا يستجدي واسطة بل يتكل على كفاءته، أو طائفة تتصرف بروح وطنية بعيدة عن الطائفية والمحاصصة".

أضاف: "الحكم مسؤولية. المركز خدمة. الوظيفة، مهما علت، تطبيق للقانون، لكن عدم المساواة بين المواطنين أصبحت القاعدة لأن مكتسبات الأقوى تعلو على حقوق الأضعف. إنه صليب المواطن النزيه الضعيف في هذا البلد المقطوع الرأس ربما عن قصد، والقصد الواضح العبث بالبلد وما بقي فيه من منافع. لكن لا شيء أبدي ولا بد لهذا الليل أن ينتهي ولا بد أن يعاين شعبنا قيامة وطنه من هذا الواقع المرير الذي أرجعه قرونا إلى الوراء".

وختم: "لكي نتحمل الضيقات ليكن رجاؤنا بالله ثابتا ولنهتف دوما، كما في صلاة النوم الكبرى: «يا قوة الصليب الكريم المحيي الإلهية غير المقهورة التي لا تدرك، لا تخذلينا نحن الخطأة".