اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في مؤتمر صحافي بمناسبة دخول الحرب التي يشنها على قطاع غزة في شهرها السابع، أن الجيش قادر على "دفع ثمن استئناف القتال" في غزة، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع بموجب صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.

واوضح هليفي إنه "اليوم نحيي ذكرى مرور ستة أشهر على نشوب الحرب التي انطلقنا إليها من نقطة في غاية الصعوبة. لقد استدركنا أنفسنا وبتنا نحارب بعزم. هذه الحرب تختلف عن سابقاتها. نشهد حربًا متعددة الساحات. ولا داعي للقلق، لكن لا داعي للتهاون أيضًا. علينا أن نكون واعين تجاه الوضع، وجاهزين دائمًا".

وأضاف "قوات الجيش جاهزة وتعمل في كافة الساحات - سواء جنوبًا أو شمالاً أو في الضفة الغربية المحتلة أو في ساحات أبعد. الجيش قادر على التعامل مع إيران أيضًا - هجوميًا ودفاعيًا. لقد حضّرنا أنفسنا لذلك حيث نملك منظومات دفاعية جيدة، والقدرة على التصرف بقوة في مواجهة إيران في أماكن قريبة وبعيدة". وتابع "نعمل بتعاون مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الإستراتيجيين في المنطقة".

وشدد على أن "إعادة الاسرى تمثل هدفًا عاجلًا وهامًا. ونعمل على إعادة جميع الاسرى في أسرع ما يمكن. وسيعلم الجيش الإسرائيلي كيفية التعامل مع ثمن ولو كان يصعب تحمّله، كما أنه سيعرف كيفية استئناف القتال بقوة"، مشيرا إلى "مواصلة الجهود الاستخبارية والعملياتية لإعادة الاسرى جميعهم في أسرع وقت ممكن".

وأضاف أنه "بصفتي رئيس الأركان أشعر بمسؤولية شخصية لإعادتهم. يجب ادارة هذه المفاوضات بمسؤولية وإبقاء تفاصيلها داخل الغرف المغلقة. الجيش قوي بما يكفي لكي تستطيع إسرائيل دفع الثمن من أجل إعادة أبنائها وبناتها. نحن مدينون أخلاقيًا لهم. الجيش سيقدم هو الآخر التضحيات التي لا يستهان بها وسيكون قادرًا على تجديد القتال بقوة".

وأضاف "منذ نصف عام لم يعُد سكان المنطقة الشمالية إلى ديارهم. أعرف أن الوضع غير سهل بالمرة، ونعمل مع رؤساء السلطات على تحسين الوضع. لن نعيدكم إلا وأنتم تتمتعون بالأمان وهو ما سيستغرق المزيد من الوقت ولا بد من عكس هذه الحقيقة. حزب الله يجب أن يدفع ثمنًا متزايدًا وهو يدفعه نظير مشاركته في الحرب". وأضاف "نشهد قتالًا في المنطقة الشمالية ونستعد كذلك لإمكانية اندلاع حرب؛ حيث نحافظ على مستوى الجهوزية العالي للغاية ونخوض عملية تهدف إلى تعزيزها باستمرار".

واعتبر أن الجيش الاسرائيلي "حقق إنجازات ملموسة خلال القتال في غزة"، مستدركا أن "الأهداف لم تتحقق بأكملها بعد، لم إعادة جميع الاسرى إلى ديارهم، وإعادة جميع سكان المنطقتين الشمالية والجنوبية إلى منازلهم بأمان، وكذلك تفكيك حماس في كافة أنحاء القطاع، على نحو سيتيح تولي جهة أخرى غير حماس السلطة في غزة".

وقال إنه "كما سبق لنا وأشرنا سيستغرق تحقيق بعض الأهداف وقتًا طويلاً ولن نتردد حتى تحقيقها. إن مهمة إعادة الاسرى هي الأكثر إلحاحًا والأهم وتتميز بساعة رملية مختلفة عن تلك الخاصة بالمهام الأخرى". وشدد على ضرورة أن يكون الجيش الإسرائيلي "أقوى وأكبر حجمًا حتى لا يتكرر ما حدث في السابع من تشرين الأول".

واعتبر أن "السابع من تشرين الأول نقطة تحول في الأمن الإسرائيلي". وأضاف "لقد بدأنا بالتحقيق في ملابسات الأحداث المركبة التي حصلت في ذلك اليوم - وسنتعلم ونتخذ القرارات. ومن الواضح بالنسبة لنا ضرورة تغيير فرضيات العمل التي كنا نتبعها، وسيناريوهات الحرب التي كنا نحضّر للتعامل معها والتصور الذي كنا نعتمده للعدو".

واعتبر أنه "منذ نشوب الحرب، إيران تسعى للتملص من المشاركة المباشرة فيها، لكننا على دراية باستخدامها وتوجيهها وتمويلها ونقلها للمعرفة إلى جميع أتباعها في المنطقة - بدءًا بحزب الله ومرورًا بالضفة ثم انتهاءً باليمن. إيران لا تهدد إسرائيل فحسب، بل الدول الغربية والعربية إذ تشكل مشكلة عالمية الأكبر على الإطلاق".

وشدد على أن "الحرب في غزة مستمرة، في حين لا يزال مسؤولو حماس يختبئون. نحن سنصل إليهم عاجلاً أو آجلاً. نحن نمضي قدمًا وسنستمر في قتل المزيد من المخربين وتدمير المزيد من البنى التحتية الإرهابية. لن نُبقي ألوية حمساوية قائمة - في أي جزء من القطاع. لدينا خطط وسنتصرف بمجرد اتخاذنا للقرار"، في إشارة إلى رفح.

وقال إنه "توازيًا مع المحور الهجومي، نتيح إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. تكمن مصلحة حماس في أن تعكس للعالم حالة من الأزمة الإنسانية في غزة، من أجل الضغط لوقف الحرب. حماس تسعى للاستحواذ على المساعدات الإنسانية وتمنع توزيعها المرجو، وذلك من أجل استعادة حكمها على القطاع".

وأضاف "نحن نجرد حماس من قدراتها العسكرية والسلطوية - من أجل إيجاد حل آخر سيرسخ الاستقرار في المنطقة.