دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، لـ"الوقوف صفّا واحداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي وزارعي الفتنة، وإلى ضبط النفس ومعالجة الإشكالات والقضايا المستجدَّة برويَّةٍ وروحٍ وطنيّة، فالبلادُ واقفةٌ على حافّةِ الخطر والانهيار، معتبراً أن البلادَ لا تتحمَّلُ مغامراتِ الحروب المُدمِّرة، ولا أي صراعٍ داخلي أو خللٍ أمني".

ولفت أبي المنى، في خطبة عيد الفطر في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، الى أنه "يتلاقى هذا العامَ زمنُ الصومِ المسيحيِّ والفصحُ المجيد بزمن الصيام الإسلاميّ والفطرِ السعيد، وفي التلاقي تناغمٌ وانسجام وتقاربٌ والتحام، فالألمُ والصَّبرُ، كما الفرحُ والسعادة، كلُّها مشاعرُ إنسانيّةٌ موحَّدةٌ توحِّدُ المؤمنين".

ورأى أنه "لعلَّ في التلاقي هذا العامَ رسالةً تحثُّنا، نحن اللبنانيين على اختلاف أثوابِنا ومسالكِنا، للعودة إلى الجذور والتمسُّك بروحية الصيغة الوطنية واحترامِ مشهدِ التنوُّع في الوحدة الذي يميِّزُ هذا الوطن، ولتحمُّلِ المسؤولية في القيام بواجب إنقاذ البلاد من الانهيار وإعادة بناء المؤسسات والنهوض بالدولة".

وأشار الى أن "البلادُ واقفةٌ على حافّةِ الخطر والانهيار بما فيها من أزماتٍ اقتصاديّة ومعيشية وتهديداتٍ عدوانية وتراكمِ أزماتِ النزوح واللجوء والهجرة، وبقدرِ معرفتِنا بأنّ البلادَ لا تتحمَّلُ مغامراتِ الحروب المُدمِّرة، فإنَّنا نُدرِكُ أيضاً أنّها لا تتحمَّلُ أيَّ صراعٍ داخلي أو خللٍ أمني، ما يستوجبُ الوعيَ واليقظةَ لإطفاء أيِّ شرارةِ تَحَدٍّ وإسكاتِ أيِّ نبرةِ تهديد، وعدمِ السماح لأيادي الشرِّ الغريبة بالعبثِ بأمنِ البلاد"،

وأضاف "فلنحتفلْ معاً بأعيادِنا، ولنتَّحدْ لخلاص بلادِنا، ولتكُن منَّا أمُةٌ تدعو إلى الخير وتأمرُ بالمعروف وتَنهى عن المنكَر، ولنحترمْ دستورَنا ونلبِّي نداءَ الواجب دون تردُّد، ولنُغلِّبْ مَنطِقَ الحوار على مَنطِقِ التعطيل والانتظار، ولنصلِّ صلاةَ الأملِ والرجاء، ولْنطرُدِ اليأسَ من نفوسِنا، والحقدَ من قلوبِنا، وأفكارَ الكراهية من عقولِنا، ولنرتَقِ بالعيدِ، فِطراً كان أم فُصحاً، إلى حيثُ يتحقَّقُ التوحيدُ وتتجلَّى الوحدةُ وتُبلَغُ السعادةُ".