ودّع رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، منسّق "القوّات" في قضاء جبيل الرّاحل باسكال سليمان، قائلًا: "وداعًا رفيقي باسكال، وبالمناسبة سلّم على الرّاحل ​الياس الحصروني​ وقل له، من الجنوب إلى جبل لبنان والشّمال، إنّ الإيمان واحد والقضيّة واحدة والشّهادة واحدة. باسكال الرّفيق الرّفيق، ابن القضيّة، المناضل الحقيقي والصّادق والمستقيم والمؤمن، الّذي يضحّي في كلّ شيء حتّى بحياته من أجل القضيّة".

وأشار، في كلمة له عقب مراسم جنازة سليمان في كنيسة مار جرجس في جبيل، إلى أنّه "من الممكن أنّك تسأل اليوم، مع العلم أنّني لا أعتقد ذلك لأنّك حيث أنت ترى وتعرف كلّ شيء، ولكن من الممكن أنّ كثرًا يسألون: "وهلق شو؟"، موضحًا أنّ "الجواب بسيط وواضح جدًا: "وقت الخطر قوّات". فالمواجهة مستمرّة، وستبقى مستمرّة إلى حين الوصول هذه المرّة إلى شاطئ أمان فعلي وحقيقي وثابت ونهائي".

ولفت جعجع إلى أنّ "مواجهتنا ليست للأخذ بالثّأر، ولا ردّة فعل أو مواجهة طائفيّة أو مناطقيّة أو عرقيّة، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير والمؤلم والمجرم والفاشل الّذي نحن فيه منذ سنوات، إلى الواقع الجديد المرتَجى ككلّ مجتمعات العالم المتحضّر، حيث يعيش الإنسان فيه بعزّة وحرّيّة وكرامة، واقع جديد يستطيع أن يستوعب الأجيال الجديدة وأحلامها وتطلّعاتها وآمالها؛ ويؤمّن لها حياةً كريمةً وفرص نجاح لا تنتهي في لبنان وآفاقًا مستقبليّةً لا حدود لها".

وشدّد على أنّ "مواجهتنا مستمرّة مع جميع اللّبنانيّين الشّرفاء الأحرار، لنصل إلى هنا بالتّحديد، كي لا نتعرّض كلّ 5 أو 10 سنوات إلى حرب جديدة، كي لا نعد نخجل بجواز سفرنا اللّبناني أمام العالم، كي لا نبقى موسومين ببلد ​الإرهاب​ و​الكبتاغون​، كي لا تستمرّ عمليّات الاغتيال والقتل والخطف كما حصل مع باسكال".

كما ركّز على أنّ "مواجهتنا مستمرّة كي يصبح لدينا حدود معروفة ومحروسة ومضبوطة "مش إنّو سيّارة مجرمين، معن جثّة إنسان، تقدر بهالبساطة تقطع بين لبنان و​سوريا​"، وكي ننجح، إذا أردنا، أن نغيّر ديمقراطيًّا سلطةً فاشلةً فاسدة، رمتنا في آخر طابق من جهنّم، بدلًا من بقائها "قاعدة على قلوب اللّبنانيّين" بفعل وهج السّلاح غير الشّرعي والتّعطيل وضرب الدستور".

وبيّن جعجع أنّ "مواجهتنا مستمرّة كي ننجح في حال حصلت لدينا جريمة بحجم ​جريمة المرفأ​، أو اغتيال ​لقمان سليم​ والياس الحصروني وباسكال سليمان، في كشف الحقيقة وأن ينال المجرمون عقابهم الّذي يستحقّونه، ويكونوا عبرةً لـ"كلّ حدا بيفكّر يمدّ إيدو على لبناني". ومواجهتنا مستمرّة كي نستطيع عند مطالبنا بالحقيقة، ألّا نُتّهم بافتعال الفتن فنتحوّل بمنطق اللّامنطق من ضحيّة إلى قاتل، ومن مغدور إلى عابث ب​السلم الأهلي​".

وأضاف: "مواجهتنا مستمرّة كي يبقى قرارنا بيدنا، لا أن نستيقظ في يوم من الأيّام، مثل ما حصل الآن، ونجد أنفسنا في حرب "إلها أوّل ما إلها آخر، بقرار مدري من مين ومن وين"، جرّ وسيجرّ علينا أكثر وأكثر الويلات والخراب، من دون أمن تكون للبنان مصلحة بالحرب".

وأكّد أنّ "المواجهة مستمرّة لأنّ الأمور لن تُحلّ من دونها، على الرّغم من أنّها يمكن أن تكون طويلة، لأنّ الحلول الجذريّة والفعليّة والجدّيّة بحاجة إلى وقت وجهد وعمل كثير ونفَس طويل". وتوجّه إلى الجميع "كي لا يخطئ أحد بحساباته"، قائلًا: "لا يراهنّ أحد على خيبة أملنا فلن نيأس، لا يراهنّ أحد على تعبنا فلن نتعب، لا يراهنّ أحد على تراجعنا فلن نستسلم، لا يراهنّ أحد على ذاكرتنا فلن ننسى؛ ولا يراهنّ أحد على الوقت كي نبدل رأينا فبالنّسبة لنا "ألفُ عامٍ في عينِك يا ربُّ كأمسِ الّذي عَبَر".

إلى ذلك، أشار جعجع إلى أنّ "هدفنا ليس مراكز ولا مواقع ولا مكاسب ولا مساومات ولا بيع وشراء. طريقنا ليس سهلًا، لأنّه يوصل، إذ مشينا سويًا يدًا بيد، إلى تغيير حقيقي وفعلي في هذا الواقع الحالي". وخاطب سليمان بالقول: "كن مطمئنًا، لأنّنا سنستمرّ كما تعرفنا، حرّاسنا لم ولن ينعسوا، ولا نخاف من شيء ولا نستهاب شيئًا".

وتوجّه إلى اللّبنانيّين عمومًا والقوّاتيّين خصوصًا، قائلًا: "نحن جاهزون وحاضرون دائمًا. تعترضنا صعوبات وملمات من هنا وهناك، إلّا أنّنا لا نتركها تؤخّرنا، ولن يؤخّرنا أي غدر، فمهما كانت الطريق صعبة، شاقّة، طويلة ومتعرّجة، ففي نهايةِ المطافِ، لن تكونَ إلّا مشيئته، وكما في السّماء كذلك على أرضنا المقدّسة".