أشار أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس الدكتور نضال شقير، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يستفيد كثيراً من مشهدية الضربة الإيرانية، خصوصاً أن الهجوم كان إعلامياً أكثر مما هو عسكري، وبالتالي يمكن القول إنه كان نصف رسالة، بالرغم من أنه كان يطمح إلى ذلك، بسبب إستنفاد مشهدية هجوم 7 تشرين الأول الماضي، حيث بدأ يتكون رأي عام متضامن مع المدنيين الفلسطينيين.

ولفت شقير إلى أن الإيراني كان مضطر للرد بعد أن كان قد ذهب إلى رفع السقف، إلا أن العالم كله كان يعلم بالهجوم مسبقاً، بينما لو كان الهجوم بشكل آخر كان من الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة، معتبراً أن نتانياهو هو الوحيد الذي يريد إطالة أمد الحرب، بسبب التداعيات التي ستلحق به عند توقفها.

وأوضح شقير أنه رغم أن الرد الإيراني لم يكن عسكرياً بالمعنى الكامل، إلا أنه من جهة ثانية خلق حالة من الإرباك، حيث أظهر أن طهران لديها القدرة على خلق الفوضى، الأمر الذي يقلق الدول الغربية، معتبراً أن سلاح المسيرات والصواريخ البالسيتية أصبح أهم من الملف النووي الإيراني، خصوصاً أن السلاح النووي، كما هو معلوم، للتلويح به لا للإستخدام.

ورداً على سؤال حول المشهد العام في المنطقة في المرحلة المقبلة، لفت شقير إلى أن لا أحد يريد التصعيد على ما يبدو، باستثناء نتانياهو الذي يريده لكن على المستوى الفلسطيني فقط، ولذلك هناك ضغوط كبيرة لإحتواء الأزمة ومنع التصعيد، إلا أنه أشار إلى أنه في ظل عدم سحب فتيل الأزمة، فإن أي خطىء من الممكن أن يجر المنطقة إلى تصعيد كبير.

وبناء على ذلك، رأى شقير أن الإتجاه لعدم التصعيد يتطلب على المدى القصير وقف الحرب في غزة، أما منع الذهاب إلى حرب جديدة في المستقبل فيتطلب، على المدى المتوسط والبعيد، إيجاد حل للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الوصول إلى إتفاق مع إيران، لا يقتصر فقط على الملف النووي، بل يشمل أيضاً المسيرات والصواريخ البالستية.