رأى عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب ​نزيه متى​، أنّه "لم يبقَ من ​لبنان​ الذي نعرفه سوى اللبناني والشعب، حيث أن ما من دستور وما من قانون ولا بنية تحتية ولا ثقة بالمستقبل ولن يبقى إلّا الأمل، وكأن هناك خطة ممنهجة لدفع اللبنانيين إلى اليأس، والرحيل والهجرة؛ بمعنى أن هناك من يقول للبناني إذهب وفتِّش عن لبنان في مكان آخر"، مشدّدًا على أنّ "للأسف، هناك أفرقاء سياسيين ومنهم بعض المسيحيين، لم يستوعبوا بعد خطورة ما يحصل، فلبنان على مدى التاريخ كان همزة الوصل بين الشرق والغرب، ولكنه اليوم بات كناية عن جهنم على الأرض".

وعن وثيقة ​بكركي​ التي يجري العمل عليها، أشار في حديث إلى صحيفة "الديار"، إلى أنّ "المشكلة أنّ المسيحيّين مخروقون في صميمهم، كون أحد الفرقاء المسيحيّين يعمل لمصالح ضيقة وخاصة، ولذلك علينا كسياديين العضّ على الجرح كوننا أم الصبي، والحفاظ على ما تبقى من لبنان الذي نعرفه".

ولفت متّى إلى أن "العمل على الوثيقة لا يزال مستمراً، وهناك اجتماعات تعقد في بكركي، وبالأمس تحدّث رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" ​سمير جعجع​ بخطاب وطني بامتياز، إذ لم يتطرّق إلى مشكلة هامشية، بل تحدّث عن مسألة وطنية، وهي خطر فقدان لبنان لهويته وذوبانه. ولكن بدلاً من ملاقاته فإن ما حصل من بعض الأفرقاء المسيحيين من تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي رداً عليه، وخصوصاً من رئيس "التيار الوطني الحر" النّائب ​جبران باسيل​ بشأن خطر الوجود السوري، ليقول هل تذكّر جعجع الآن خطر هذا النزوح عندما أصبح عنده شهيد؟".

وركّز على "أنّنا نقول له، لماذا لم يعمل في كل السنوات السابقة على مواجهة هذا الخطر عندما كان في السلطة؟ هذا هو المثال على واقع الشارع المسيحي، بحيث اعتادوا على الصفقات والمساومات للحصول على مكاسب سلطوية صغيرة، كما حصل عندما تقارب باسيل مع ​الثنائي الشيعي​ من أجل الإستحواذ على نقابة المهندسين، وسيتعاون معه في التمديد للبلديات، وذلك بعدما كان يهاجم بشكل يومي رئيس مجلس النواب نبيه بري؛ وهذا معيب".

وما إذا كان يرى أن هذا التقارب سينسحب على الملف الرئاسي، اعتبر أنّه "لن يكون أمراً جديداً أو مستغرباً من باسيل إذا عقد صفقة في الملف الرئاسي، من أجل الحصول على مكاسب في العهد المقبل، ولكن هذا الأمر ينسحب على أي مرشح آخر غير رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية قد يطرحه الثنائي الشيعي، كما يجاهر باسيل دائماً".

وعن تطورات ما يحصل في المنطقة، أكّد متّى أن "الأوضاع غير ثابتة، والوضع في الإقليم غير مستقرّ وضبابي، وهناك عملية خلط أوراق كبيرة، لكن ما يهمنا في الدرجة الأولى هو حماية لبنان وتحييده عن الصراعات الإقليمية؛ وكل العالم يقول أنه عند تغيير الدول علينا أن نحفظ رأسنا".

وإذا كان سيُكتب النجاح لما طرحه جعجع عن عودة النازحين السوريين، أعرب عن أمله بأن "يؤدي التحرّك المرتقب على هذا الصعيد إلى نجاح المساعي لمعالجة تداعيات ​النزوح السوري​، لأنه على الرغم من الدعم الأوروبي لبقاء النازحين في لبنان، فعندما يشكّل اللبنانيون كلهم جبهة واحدة معارضة لإبقائهم فإن الموقف الدولي سيتغيّر، خصوصاً وأن لبنان، كما تحدّث جعجع، هو من الناحية القانونية بلد عبور وليس بلد لجوء؛ وكان من الواجب بعد عام على لجوئهم أن يذهبوا إلى بلد ثالث أو أن يعودوا إلى بلدهم".

وأضاف: "المطلوب وقفة وطنية جامعة لوقف ذوبان لبنان وتحلّله بسبب التغيير الديمغرافي الناجم عن الوجود السوري، خصوصاً في ضوء الموقف السوري الذي يشترط إعادة إعمار سوريا ليسمح بعودة النازحين. وبالتالي، فإن حل هذا الأمر يتم بشكل سريع عبر وقفة وطنية، وليس عبر خطط وقرارات تتطلّب وقتاً طويلاً لسنوات، وهنا لا بد من أن يتحمّل كل مسؤول ووزير مسؤولياته في هذا المجال".

وعن التحرّك في الملف الرئاسي، ذكر متّى أن "الإيجابية في التحركات من قبل "​اللجنة الخماسية​" أو من قبل كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية، هي أن هناك من يحاول حتى الآن لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، لا سيما وأن لا ناقة ولا جمل لهم، ولكن مهما سُجل من جهود ومحاولات، وإن لم يبدِ الثنائي الشيعي النية للبحث في خيارات رئاسية جديدة، والقيام بخطوة إيجابية إلى الأمام؛ فإن الشغور الرئاسي سيبقى على حاله. والطابة اليوم هي في ملعب هذا الثنائي، وعدم ربط الإستحقاق الرئاسي بأي عنوان أو أي ملف آخر".

وعن آخر مستجدّات التحقيقات في جريمة قتل منسّق "القوّات" في قضاء جبيل باسكال سليمان، كشف أن "لا جديد في هذا الإطار، والمسؤولون عن التحقيقات حريصون على إبقائها سرّية، وقد سمعنا منذ أيام أن أحد المرتكبين صدر بحقه حكم بالإعدام في سوريا، ولذلك لا يمكن تسليمه؛ ونأمل في أن نتمكّن ولو لمرة واحدة في لبنان من الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة".