أشار المتحدّث باسم وزارة الخارجية ال​إيران​ية، ​ناصر كنعاني​، إلى أنّ "إيران دانت العمل الاجرامي الصّهيوني ضدّ المقرّ الدّبلوماسي لإيران في دمشق، الّذي كان بطبيعة الحال حدثًا غير قانوني، وانتهاكًا صارخًا للأنظمة الدّوليّة واتفاقيّات فيينا، وبالطّبع انتهاكًا لسلامة أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة".

ولفت، في مؤتمر صحافي، إلى أنّ "إيران تابعت هذا العدوان على الصّعيد الدّبلوماسي وبصيغة ثنائيّة ومتعدّدة الجهات، وقام الجهاز الدّبلوماسي بالمتابعات اللّازمة بشكل احترافي"، موضحًا أنّ "هذه القضيّة نوقشت في ​مجلس الأمن الدولي​ في أقلّ من 24 ساعة، وذلك نتيجةً لتصرّفات إيران الدّبلوماسيّة، كما أظهرت إيران أنّها تحترم الآليّات الدّوليّة".

وركّز كنعاني، على أنّ "على الرّغم من تصرّفات إيران المهنيّة، إلّا أنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ وبريطانيا وفرنسا تدخّلت في الواجب القانوني لمجلس الأمن، ومنعت الموافقة على القرار الّذي يدين الكيان الصّهيوني، وكان من الممكن أن يكون هذا القرار هو الحدّ الأدنى من الإجراءات الّتي يتّخذها مجلس الأمن".

وشدّد على أنّ "إيران كانت عازمة على تفسير الانتهاك الصّارخ لاتفاقيّات فيينا"، مشيرًا إلى أنّ "الجهود الدّبلوماسيّة المكثّفة والثّقيلة الّتي قام بها السّلك الدّبلوماسي الإيراني من اتصالات عديدة وزيارتين لوزير الخارجيّة، ومراسلات مع المحافل الدّوليّة والعديد من الإجراءات الّتي قامت بها السّفارات الإيرانية ، تظهر تفسير تصرّفات الكيان الصّهيوني الّتي تنتهك القوانين الدّوليّة".

كما أكّد أنّ "التّنسيق بين السّلك الدّبلوماسي وهيئة الأركان العامّة للقوّات المسلّحة، سجّل نتيجةً مذهلةً للغاية بالنّسبة لإيران على المستوى العالمي"، مبيّنًا أنّ "إيران كعضو ملتزم بميثاق الأمم المتحدة، قد أثبتت أنّها تريد معاقبة المعتدي على أمن وسيادة أراضيها في الآليّات الدّوليّة، لكن للأسف ومع تدخّل الولايات المتّحدة وعدّة دول أخرى، فشل مجلس الأمن في القيام بواجبه. وعليه، قامت إيران، في إجراء دفاع مشروع وقانوني، باستهداف مقرَّين عسكريَّين للكيان الصّهيوني لمعاقبة المعتدي على سيادة أراضيها". ولفت إلى أنّ "العمليّة انتهت من وجهة نظرنا، ولكن إذا اتخذ الكيان الصهيوني إجراء آخر، فسنرد بشكل أكثر قوة و صرامة".

واعتبر كنعاني أنّ "سبب عدم الاستقرار في المنطقة، هو وجود الكيان الصهيوني وجرائمه ضدّ الإنسانيّة"، مشدّدًا على أنّ "دعم ​القضية الفلسطينية​ واجب قانوني على الحكومات والدّول كافّة". وذكر أنّ "​الحكومة الأميركية​ كانت ولا تزال جزءًا من هذه الأزمة منذ بداية الحرب في ​غزة​. ولولا الدّعم اللّامحدود من الولايات المتّحدة، لما تمكّن الكيان الصّهيوني من مهاجمة الشّعب الفلسطيني ولو ليوم واحد".

ورأى أنّ "المساعدات الماليّة الأميركيّة الضّخمة للكيان الصّهيوني، ليست سوى مكافأة لهذا الكيان المجرم"، متسائلًا: ما إذا كان الشّعب الأميركي يقبل أن تربط الحكومة الأميركيّة رصيدها بالكيان الصّهيوني الفاشل والمجرم بهذا الشّكل".

وأضاف: "ما حدث مؤخّرًا في ​أصفهان​ لم يكن يستحقّ الكثير، وحتّى الكيان الصّهيوني لم يعلن عنه"، موضحًا أنّها "كانت مسيّرات جوّيّة صغيرة، تهدف إلى إحداث أضرار ما، لكن استهدفتها المنظومة الدّفاعيّة الإيرانيّة وأسقطتها، ولم يتمكّن العدو من الاستفادة من هذا العمل".

وأكّد كنعاني أنّ "إيران قد أثبتت بأنّها لن تراعي أيّ طرف في توفير الأمن القومي، وستواصل الدّفاع عن الأمن القومي وفقًا للقوانين والأنظمة الدّوليّة". وجزم أنّ "العقيدة النووية الإيرانية تتسم بالشفافية، ولا مكان للأسلحة النووية في سياستنا النووية، ولا تغيير في هذه المبادئ".