أشار الرئيس السوري بشار، خلال حوار مع وزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا تحت عنوان: "الأغلبية العالمية"، الى أن "كل النزاعات في السنين العشر الأخيرة لها علاقة بالهوية الوطنية، يجب أن نتعلم كيف نحميها من التأثيرات الخارجية، فالطريقة الوحيدة للانتصار علينا هي تدمير هويتنا الوطنية، والهوية الوطنية مفهوم فضفاض وينطوي على الكثير من المعاني، بما في ذلك الثقافة ومنظومة القيم والتقاليد".

ولفت الأسد، الى أن "تدمير التقاليد الوطنية هي طريقة أميركا بالسيطرة، ولكن عندما تدافعون عن هويتكم الوطنية تستطيعون أن تقولوا لهم: لا، تستطيعون تحليل الوضع بشكل سليم والمناورة حسب الإمكانية، ولكن إذا فقدتم الهوية الوطنية فسيكون همكم الشاغل الوحيد فائدتكم الشخصية".

ورأى أن "الناس يتعلمون من أخطاء الماضي، وكنا نستطيع أن نتصادق مع الغرب لكن الغرب لا يقبل أصدقاء، ولا شركاء، هم لا يقبلون سوى الأتباع. ولذلك فإن الغرب يدعم قادة مثل زيلينسكي حالياً، فمن الأسهل التعامل مع مثل هؤلاء.

وذكر أن "أحادية القطبية هي أمر متناقض في بنيته، ظهرت عند تفكك الاتحاد السوفييتي، وهي من أوصلت العالم إلى هذه الفوضى التي تدفع ثمنها بلدان، كبلدي وبلدان عديدة في العالم. مشكلتنا اليوم تكمن في انعدام وجود قواعد واضحة للتعاون بين الدول، وهذا ما يؤدي إلى نزاعات دائمة، لكن لما كانت هناك لغات وثقافات متعددة فإن العالم كان واقعياً ومتنوعاً ومتعدداً. ولكن من المهم أن يُعتمَد ذلك قانونياً، فسوريا وروسيا يدعمان آلية الاعتراف بذلك بقدر ما يستطيعان".

وأضاف "نسمع كثيراً عبارات تقول: إن روسيا دعمت الرئيس السوري أو الحكومة السورية، وهذا تفسير غير صحيح، روسيا دعمت الشعب السوري وحمت استقلالية سوريا، وبذلك حَمَت القانون الدولي، الذي ما زال موجوداً على الورق حتى الآن، روسيا وقفت في وجه الإرهاب الدولي، ومن السذاجة أن تفسر أن الإرهابيين هم عصابات محلية خارجة عن القانون، لا، إنهم شبكة عالمية، وهم موجودون في أوروبا وروسيا وإندونيسيا وفي مناطق أخرى من العالم".

وأكد الأسد، ان "الأمل موجود دوماً لإعادة الحوار مع الغرب الجماعي، حتى عندما نعرف بأنه لن يكون هناك نتيجة علينا أن نحاول. فالسياسة هي فن الممكن، علينا أن نعمل معهم بغض النظر عن رأينا السيئ بهم ونشرح لهم أننا لن نتنازل عن حقوقنا، وسنتعاون معهم فقط على أسس المساواة، أميركا حالياً بشكل غير شرعي تحتل جزءاً من أراضينا وتمول الإرهاب وتدعم إسرائيل التي أيضاً تحتل أراضينا، ولكننا نلتقي معهم بين الحين والآخر مع أن هذه اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء، ولكن كل شيء سيتغير".

واعتبر أن "السياسة الغربية وخاصة الأميركية تُبنى على مبدأ فرّق تسد، هذه هي طريقتهم للسيطرة، وهو نوع من الابتزاز، وهو وضع غير أخلاقي، ولكن هذا هو الواقع. أميركا تحوّل أي نزاع إلى مرض مزمن خطر كما هو داء السكري أو السرطان، ومن يدفع ثمن النزاع هي الأطراف المتحاربة، وعندما نقول أميركا فإننا نعني كل الغرب، لأن الغرب مُسيطر عليه بالكامل من الولايات المتحدة الأميركية، وأميركا تستفيد من أي نزاع وبعدها تتنحى جانباً وتبدأ بمراقبة الفوضى المتنامية، وتنتظر اللحظة المناسبة لتسديد الضربة القاصمة، بالنسبة لأميركا كلُ نزاع مربحٌ".