اشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الى انه ليس مرشحا لرئاسة الجمهورية لانه ليس هناك فرصة نجاح في هذه الظروف، ونحن خضنا تجربة في رئاسة الجمهورية ولم ننجح بالاصلاح، معتبرًا أن ظروف الرئاسة لا تتوفر في قائد الجيش جوزيف عون، كما اننا لا نوافق على احد من "القوات اللبنانية" للرئاسة. واوضح باننا نحتاج إلى رئيس يتم التوافق عليه، وألا يأتي بطرح تهديدي للمقاومة أو يكون غافلاً عن بناء الدولة.

ولفت باسيل في حديث الى قناة "المشهد"، الى ان الثنائي الشيعي يتحمل مسؤولية تعطيل عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ولكن بنسبة متفاوتة، موضحًا ان علاقته بـ"حزب الله" عادية، فقد كان هناك تفاهم بيننا وبالشقّ الذي يتعلق بحماية لبنان لا يزال قائماً، أما الجزء المتعلق بالداخل فقد اهتزّ. وذكر ان هناك ايجابية بالعلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، نسعى من خلالها لانتخاب رئيس وتكوين السلطة، ومفتاح الحل هو انتخاب رئيس الجمهورية.

واكد بان علاقة التيار الوطني الحر بالدول العربية جيدة، لافتا الى ان اول زيارة للرئيس عون كانت الى السعودية، لإدراكه أهمية العلاقة مع دول الخليج العربي. واعتبر بانه يجب ان تكون العلاقة مع الخليج جيدة، بغض النظر عن العلاقة الداخلية.

وفي ملف النزوح السوري، أشار إلى أنّ ما شهدناه لبنانيا وفلسطينيا، آمل ان لا نشهده مع السوريين، والمجتمع الدولي هو الذي يرفض عودة النازحين الى سوريا، مبيّنًا أنّنا تباعا سنرى تغييراً في الموقف الاوروبي من النازحين، واذا رأينا تباعا ايضا تغييراً في الموقف الاميركي فهذا امر سيساعد. وشدد على أنه يجب ان نرى تحركاً لبنانياً في هذا الملف وهذا سيسمح بحل ازمة النازحين، لافتا الى أن التحريض على السوريين لا يفيد، بل المطلوب هو الضغط السياسي بدءاً من البلديات واتخاذ اجراءات قانونية.

واكد باسيل بانه بعجز الحكومة عن اجراء الانتخابات البلدية وابعاد الفراغ، ذاهبون للتمديد للبلديات مع محاولة تعديل قانون الانتخاب، وهناك وضع انحلالي في البلد، والحل يكون عبر انتخاب رئيس جمهورية يكون لديه حيثية تمثيلية من مكونه المسيحي ووطنيته. واعتبر ان الجنوب جزء من تاجيل الانتخابات، ونحن مددنا سابقا والحكومة غير جاهزة لاجراء الانتخابات، مبيّنًا أن هناك 3 ترشيحات فقط في جبل لبنان للانتخابات البلدية.

وفي موضوع الحرب في جنوب لبنان وموقفه منها، ركّز على أن "حزب الله ابدى اعتراضا على موقفي من ضرورة عدم ادخال لبنان في حرب غزة، وانا ابلغتهم اعتراضي"، مؤكدا "أننا نقف انسانيا مع اهالي غزة ضد العدوان الاسرائيلي ومع اقامة دولة فلسطينية، ونتضامن معهم سياسيا وعربيا، ولكن هذا شيء وان يتدخل لبنان ليرفع الظلم عن غزة هو أمر آخر". وشرح أن "لبنان بوضعه وقدراته لا يستطيع أن يحرر القدس، وما يقوم به "الحوثيون" تخطى القضية الفلسطينية، واستراتيجيا تخطى وضع لبنان".

وشدّد على أنه "لا يرى لبنان من ضمن الهلال الشيعي ولا يوافق على ذلك"، معتبرا أن "الواضح أن خط الترابط الذي تقوم به ايران هو عسكري، ويبدو أنها استطاعت أن تفرض نفسها، والغرب يتعاطى معها على هذا الاساس. وفي ظل هذا المشهد القائم، لا اريد للبنان أن يدفع الثمن لا بالحرب ولا بتغيير الهوية، مؤكداً أن أي مكون لا يستطيع فرض أي شيء على لبنان.

وأضاف باسيل: لبنان هو الدولة الجامعة وعلى المكونات أن تكون تحتها، لافتاً الى أنه عندما نضع المقاومة قبل الدولة ستتفكك، والمعادلة تقوم على أن الدولة تكون في المقدمة".

وحول توسّع الحرب الاسرائيلية لتصل الى لبنان، رأى أن "الاسرائيلي لا يستطيع ان يوقف الحرب على غزّة الان، وهو يحتاج الى تحقيق انتصار، وإذا فتحت الحرب على لبنان فهو لن يستطيع تحقيق أي انتصار لم يحققه في غزة"، مشددا على انه "يمكن ان يكون لاسرائيل الحق بالوجود في حال ارادت الالتزام بحقوق العرب ومنهم فلسطين، وسلمت واوقفت عملية اغتصاب الارض، وانا لست مع ان يدخل لبنان بأي أمر مع اسرائيل من دون ان يأخذ حقوقه، واولها في موضوع اللاجئين الفلسطينيين ومزارع شبعا".

وعن جريمة قتل منسق "القوات" في جبيل باسكال سليمان، وجد أنه "كان يمكن ان تكون "بوسطة عين الرمانة" وفشلت، مؤكداً أنه ضد الأمن الذاتي، وأن حماية لبنان والمناطق المسيحية تكون بالعقل والمنطق ومنع الفتنة. ولفت الى أهمية المواجهة بالعقل والاتزان". وأفاد بان البعض حاول استغلال مقتل سليمان، سائلًا: هل احمي المناطق المسيحي بالدم اللبناني السوري، او عبر اجبار الدول الغربية والحكومة لاعادة السوريين؟

وشدد باسيل على أن هناك وضعا "انحلاليا" بالبلد، والحل هو بالذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية. وركّز على ان "الصراع في المنطقة كبير والخطوط العريضة لم ترسم بعد. وإذا لم يكن لبنان حاضرا الى الطاولة، فلا يمكن ان تحصل اتفاقيات، ومن هنا اهمية انتخاب رئيس، وبطبيعة الحال وجود حكومة فاعلة وليس حكومة تصريف اعمال"، مشيرا الى أن "لبنان لديه تحديات كبيرة ويستطيع ان يواجهها بايمان وقوة وصمود شعبه".

وتابع: "نحن في صراع كبير بين الحرب واللا حرب وبين التسوية والانفجار الكبير، ولبنان يجب ان يكون بمكان لا يدفع فيه لا ثمن التسوية ولا الحرب".

وعن اوضاع "التيار الوطني الحر"، جزم أنه سيبقى أقوى، لأنه قضية وفكر سياسي.