شهدت كلية "ساينس بو" للعلوم السياسية العريقة في باريس تحرّكًا مؤيدًا لفلسطين في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول، في اعتصام يحاكي الاعتصامات في حرم جامعات أميركية.

وتصاعد التوتر في الكلية فترة بعد الظهر مع وصول نحو خمسين متظاهراً مؤيداً لإسرائيل وهم يهتفون "حرروا ساينس بو" و"حرروا غزة من حماس".

وكان بعضهم ملثمين ويرتدون خوذ دراجات نارية. وحدث تدافع بين أنصار المعسكرين في حضور عدد كبير من الصحافيين.

ثم اصطفت قوات الشرطة لتفصل بين المجموعتين.

وكان طلاب مؤيدون لغزة باشروا قبل ذلك بإزالة صناديق قمامة تسد مدخل المبنى.

ومساء الأربعاء، نُصبت نحو عشر خيام في باحة مبنى آخر، قبل أن تطرد الشرطة الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية.

وتلقى هؤلاء الطلاب الجمعة دعمًا من شخصيات عدة في اليسار الفرنسي (حزب فرنسا الأبية)، بينهم الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن المرشحة للانتخابات الأوروبية.

وقالت حسن للصحافة إنهم يحملون "شرف فرنسا"، مكررة كلمات زعيم الحزب جان لوك ميلانشون الذي توجه برسالة صوتية إلى المتظاهرين المؤيدين لغزة بهدف دعمهم.

وقررت إدارة "سيانس بو" إغلاق عدة مبانٍ في حرمها الجامعي في باريس و"دانت بشدة هذه التحركات الطالبية".

ونظمت الإدارة اجتماعاً مع ممثلين عن الطلاب صباح الجمعة وهي تتعرض لانتقادات قسمٍ من الجسم التعليمي لأنها سمحت للشرطة بالتدخل في الحرم الجامعي.

وقالت وزيرة التعليم العالي في فرنسا سيلفي روتايو "نعم للنقاش، لا للتعطيل".

وتدعو "لجنة فلسطين" في الجامعة إلى "إدانة واضحة من قبل سيانس بو لممارسات إسرائيل" و"إنهاء التعاون" مع كل "المؤسسات أو الكيانات" التي تُعتبر ضالعة "في القمع النُظمي للشعب الفلسطيني".

وكما الحال في الولايات المتحدة حيث تؤدي تحرّكات الطلاب المؤيدين لغزة إلى إثارة جدل سياسي، يُتهم نشاط الطلاب المؤيدين لغزة في "سيانس بو" بـ"معاداة السامية" في الحرم الجامعي.