اشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الاحد الى انه "على المسؤولين إعادة الحياة إلى المؤسسات بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية".

ولفت الراعي الى انه "احتفلنا الأحد الماضي في بازيليك سيّدة لبنان-حريصا، بقدّاس يوم لقاء الأخويّات الأمّ. وقد توافدت من جميع المناطق اللبنانيّة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ساحلًا ووسطًا وجبلًا. وشارك فيه حوالي أربعة آلاف من أعضاء هذه الأخويّات. فكان لقاء صلاة شعرنا فيه بأهميّة أخويّاتنا التي تشكّل القلب النابض في الكنيسة، وكنزها الروحيّ والليتورجيّ المصلّي، والحاضرة في عمق حياة الكنيسة ورسالتها، والشاهدة لمحبّة المسيح تجاه العائلات التي تعاني من حالة الفقر والعوز. قلنا الأخويّات الأمّ بالنسبة إلى ثلاث فئات أخرى من عائلة الأخويّات، وهي تلك الخاصّة بالشبيبة والطلائع وفرسان العذراء. كلّ هذه الفئات بالإضافة إلى الأخويّات الأمّ تشكّل رابطة الأخويّات. فيسعدني أن أحيّي وأشكر رئيسها السيّد ريمون خوري ومرشدها العام الأب جوني حاصباني الأنطونيّ ومجلسها التنفيذيّ، وسائر الآباء المرشدين المحليّين، وسيادة أخينا المطران الياس سليمان المشرف على الأخويّات باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. من كثرة الفرح الروحيّ الذي ملأ قلوب أخويّاتنا، وهي بين يدي أُمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، بعد أربع ساعات من الصلوات والأناشيد الروحيّة والقدّاس الإلهيّ الذّي دام أكثر من ساعتين، عبّر البعض عفويًّا داخل البازيليك عن فرحه الروحيّ برقصة وأغانٍ سرعان ما أوقفها المسؤولون احترامًا للكنيسة والقربان المقدّس. لكنّ البعض من الخارج تشكّكوا وشجبوا ذلك عبر وسائل الإتّصال الإجتماعيّ. فلا بدّ من التوضيح لإزالة الشكّ".

وتابع : "فيما لا يجوز وغير موجود في تقليدنا الشرقيّ مثل هذا التعبير بالرقص والغناء داخل الكنيسة، أودّ أن أوضح: أوّلًا، أنّ ما جرى كان عفويًّا ولم يكن بنيّة الإساءة إلى قدسيّة بيت الله؛ ثانيًا، عندما نصلّي بشفاهنا وكلماتنا، نصلّي أيضًا بجسدنا جلوسًا ووقوفًا وإنحناءً وسجودًا على ركبة وركبتين، ورفعًا لأيدينا، وجلوسًا لائقًا في حضرة الله، ولباسًا لائقًا، وصمتًا وإصغاءً لكلام الله".

وختم الراعي: "لا يقتصر هذا المفهوم على السلطة في الكنيسة والعائلة، بل يتعدّاها إلى السلطة السياسيّة على الخير العام الذي منه خير كلّ مواطن، وخير جميع المواطنين. فليفحص المسؤولون المدنيّون والسياسيّون ضمائرهم، إذا كانت في قلوبهم فضيلتا الإيمان بالله ومحبتّه. لو كانتا في قلوبهم، لتفانوا في تأمين الخير العام، وأعادوا إلى الدولة مؤسّساتها الدستوريّة الفاعلة والشرعيّة بدءًا بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولسهروا بكلّ قواهم على تجنيب جنوب لبنان وشعبنا الحرب مخلفة الضحايا والجرحى والتهجير والدمار، من أجل قضيّة لا علاقة لها بلبنان وقضيّته وسلامه واستقراره. فلنصلِّ، إلى الله، إله السلام، أن ينعم على وطننا لبنان بهذا السلام الذي، إذا بنيناه "كنّا حقًّا أبناء الله وبناته.