رأت صحيفة "عكاظ" السعودية، أن "القمة العربية المنعقدة اليوم في البحرين يجب أن تكون قمة قرارات لا توصيات، لأن الأوضاع في أجزاء كثيرة من العالم العربي وصلت حداً كبيراً من الخطورة التي ستهدد الجميع إذا استمرت على ما هي عليه، وبالتالي لن تفيد كثيراً أي مخرجات للقمة حين تأتي في صيغة توصيات غير ملزمة".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "ما يحدث في العالم من توترات حادة، سياسية واقتصادية وأمنية، واستقطابات ومنافسة شرسة على مناطق نفوذ وإعادة تموضع للقوى الكبرى، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، أصبح يمثل تهديداً حقيقياً للكتلة العربية، ولذلك لن يكون مجدياً تكرار العبارات المعتادة في القمم السابقة بأننا نمر بمنعطفات ونواجه تحديات، لأننا الآن أمام أخطار حقيقية تتكاثر وتتفاقم بشكل سريع".

ولفتت إلى أن "مأساة غزة ستكون أولوية في القمة، وهي رغم كارثيتها فإنها قد دفعت بالقضية الفلسطينية في مسار جديد بعد القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض وانبثقت عنها لجنة وزارية برئاسة السعودية ناقشت واستخدمت كل الأوراق الممكنة مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة وتداعياتها على المنطقة".

وذكرت أن "إسرائيل ما زالت مستمرة في توسيع دائرة الحرب وتأجيج أوارها في ظل تهاون واضح من المجتمع الدولي، وتزداد الأزمة تعقيداً باختطاف حركة حماس للقرار الفلسطيني، ما يؤكد ضرورة البدء عاجلاً في ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإيجاد سلطة فاعلة قادرة على تحمل المسؤولية، إذ لا جدوى كبيرة من مواجهة إسرائيل ولجمها بينما الطرف الفلسطيني يعاني التشظي، ولا يساعد في الجهود الحثيثة لإقامة الدولة الفلسطينية المرجوة".

وأوضحت أن "الأوضاع في بعض الدول العربية تزداد سوءاً وخطراً نتيجة غياب الدولة المركزية، وهيمنة الحركات المليشاوية، والحروب الداخلية، والتبعية الخارجية"، مشيرة إلى أنه "بنظرةٍ سريعة إلى ما يحدث في اليمن والسودان وليبيا ولبنان وسوريا والعراق، نستشف مستقبلاً مخيفاً ينذر بالتشرذم، ويهدد الأمن العربي بمجمله، وإذا لم يكن هناك تحرك عربي مختلف في التعاطي مع هذه الأوضاع فإنها ستخرج نهائيا عن السيطرة".

وأضافت الصحيفة "الملفات الاقتصادية والتنموية في كثير من دول العالم العربي المضطربة يصعب تحريكها بانعدام الأمن وغياب سيادة الدولة، وهذه الدول تستنزف كثيراً من الوقت والمال والجهود لبقية الدول المستقرة التي لديها مشاريع تنموية طموحة"، معتبرة أن "ترك الساحة العربية لمليشيات وحركات وتنظيمات خارجة على القانون ومرتبطة بأجندات خارجية تهدف للسيطرة على مقدرات العالم العربي أمرٌ خطير لا بد من تداركه بأشد الوسائل حزماً".