لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن "القمة العربية الثالثة والثلاثون في المنامة اليوم، ليست مثل القمم العربية السابقة، هي قمة استثنائية تعقد في ظروف استثنائية، وفي مواجهة تحديات ومخاطر غير مسبوقة، تهدد مجمل الأمن القومي العربي، ومعه العمل العربي المشترك الذي يجب أن يرتقي إلى مستوى هذه التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية".
وأوضحت الصحيفة، أن "أمام قمة البحرين ملفات عديدة سياسية واقتصادية وإعلامية وبيئية، وقضايا متعلقة بالعلاقات الإقليمية والدولية، والسلام والإرهاب، والتكنولوجيا والصحة، وتنمية المرأة وتمكينها، ومتطلبات التنمية المستدامة، وكلها في أجندة هذه القمة".
وذكرت أنه "على الرغم من أهميتها، إلا أن القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وما بلغته من تجاوز لكل القوانين الإنسانية والأخلاقية، وإصرار على مواصلة حرب الإبادة، وارتكاب جرائم حرب، فرضت نفسها على القمة كأولوية مطلقة تستدعي مواقف حاسمة لجهة تحويل الموقف العربي إلى أداة ردع، في مواجهة المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، من خلال العمل على استكمال حرب الإبادة والتهجير التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ورفض الاعتراف بوجوده وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه".
ورأت أن "لا شك في أن القادة العرب وهم يجتمعون اليوم، يدركون أن ما بعد السابع من تشرين الأول الماضي ليس كما قبله، فقد حصلت تطورات مهمة في الميدان والسياسة، والعلاقات الدولية، والرأي العام العالمي فيما يخص القضية الفلسطينية، فقوة الردع الإسرائيلية تآكلت وتخلخلت بنيتها العسكرية، وأهداف الحرب على غزة لم تتحقق، على الرغم من التدمير وآلة القتل الهائلة، كما أن هناك تحولاً غير مسبوق في الرأي العام العالمي في تفهم القضية الفلسطينية وعدالتها، وكذلك في الموقف الدولي العارم بتأييد انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي تعرية الأكاذيب الإسرائيلية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان".
واعتبرت أنه "بهذا المعنى، ومن منطلق الوعي بأهمية هذه التحولات، فإن القادة العرب، بات عليهم التعامل مع القضية الفلسطينية بوسائل وأدوات وسياسات مختلفة، تأخذ في الحسبان كل المستجدات والتطورات، وتكون القرارات ترجمة لها، بما يعطي للقضية زخماً في طريق تحقيق الأهداف العربية والفلسطينية".