على هامش انعقاد الدّورة العاديّة الثّالثة والثّلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدّول العربيّة على مستوى القمّة، الّتي ستبدأ أعمالها اليوم في البحرين، أعرب عضو المجلسَين الوطني والمركزي الفلسطيني ​هيثم زعيتر​، في حديث لـ"​النشرة​"، عن أمله في أن "تكون القمّة العربيّة الـ33 على مستوى الحدث فيما يتعلّق بالقضيّة الفسطينيّة"، مشيرًا إلى أنّ "القمّة تُعقد في ظلّ استمرار العدوان الإسرائليي على ​قطاع غزة​، الّذي أنهى 10 أيّام من الشّهر الثّامن بسقوط أكثر من 36 ألف شهيد و78 ألف جريح و10 آلاف مفقود، وتدمير آلاف الوحدات السكنيّة والمؤسّسات والمستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والجوامع، بما يوصف بحرب إبادة جماعيّة".

ولفت إلى "أنّنا نلاحظ اليوم، أنّ هناك إصرارًا من قبل الحكومة الإسرائيليّة على الاستمرار بحرب التّهجير ضدّ ​الشعب الفلسطيني​، باقتحام رفح وتهجير 450 ألف شخص، منهم من كان قد هُجّر سابقًا، أي أنّ القطاع لم يعد آمنًا في ظلّ الحصار الإسرائيلي والعدوان المستمر"، مشدّدًا على أنّه "يُؤمل الكثير من هذه القمّة، فالفلسطيني ينتظر من القادة العرب المجتمعين أن يواكبوا اللّحظة، لا سيّما أنّ ما يميّز هذه القمّة عن القمم السّابقة، أنّ هناك إصرارًا إسرائيليًّا على ارتكاب المزيد من المجازر، ووعيًا أكثر لعدالة ​القضية الفلسطينية​ لدى الرّأي العام الدّولي".

وركّز زعيتر على "أنّنا نلاحظ التّضاهرات الّتي تعمّ الدّول الأوروبيّة و​الولايات المتحدة الأميركية​، وهذا مؤشّر على أنّ حقيقة الرّواية الفلسطينيّة أصبحت أكثر وضوحًا في مواجهة زيف ادّعاءات الاحتلال الإسرائيلي. لهذا، على القادة العرب أن يتّخذوا من تلك المتغيّرات نقطةً هامّةً لاتخاذ قرارات، ولكنّ الأهمّ هو تنفيذها".

وأوضح أنّ "ما تعاني منه القضيّة الفلسطينيّة هو أنّ الكثير من القرارات الّتي صدرت عن القمم السّابقة لم تُنفَّذ، خاصّةً أنّ السّلطة الفلسطينّة تعاني أزمةً ماليّةً خانقةً، بفعل استمرار الجرائم الإسرائيليّة، وهذا يتطلّب تأمين شبكة أمان ماليّة للشّعب الفلسطيني، خاصّةً في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وللاجئين الفلسطيّين". وبيّن أنّ "هناك شبه حصار مالي على السّلطة الفلسطينيّة، وإذا ما استثنينا الجزائر الّتي تلتزم بما تمّ التعهّد به، فنلاحظ أنّ الكثير من الدّول قدّمت القليل ممّا هو متوجّب عليها للقضيّة الفلسطينيّة".

كما أكّد أنّ "المطلوب في ظلّ تغيّر المناخ الغربي إزاء القضيّة الفلسطينيّة، أن يلاقي القادة العرب الهواجس الفلسطينيّة ومتطلّبات دعم الصّمود الفلسطيني الّذي يعني استمرارًا وصمودًا للكثير من الدّول العربيّة"، جازمًا أنّ "القضيّة الفلسطينيّة ليست عبئًا على أحد، بل هي مبرّر وجود الكثير من القادة العرب، الّذين إمّا تحت عنوان مناصرتها وإمّا من أجلها، أصبحوا في مراكزهم". وشدّد على أنّ "لا أمن واستقرار في المنطقة، من دون حلّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة، بإقامة دولة فلسطينيّة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس، وضمان عودة اللّاجئين".