اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة الى ان "انتصارُ المسلمين في مواجهات خاضوها مع قوىً عالمية أخرى مع افتقاد بعض هذه الشروط لا يعني أن هذه الشروط غير لازمة لتحقيق النصر كما حصل في الحروب التي خيضت من أجل التوسع والنفوذ، وإنما كان الانتصار خاضعاً لشروط أخرى ولموازين القوى المادية ولأن الطرف الاخر كان يفتقدها، ولذلك تحقّقت هزيمة الطرف الآخر".

ولفت الخطيب الى ان "اليوم حين اختلفت الحسابات فقد اختلفت النتائج مع فقدان التوازن في القوى المادية مع العالم الغربي والعدو الصهيوني واستطاعت قوى المقاومة أن تقوم بالمواجهة وتُسجّل الانتصارات بأحقّية القضية والايمان والصبر والتضحية التي تُقدّمها قوى المقاومة وشعوبُنا على أرض غزة وفي الجنوب اللبناني، واستطاعت المقاومة في لبنان أن تُسجّل النموذج المتقدّم في هذه المواجهة مع الظروف الصعبة ومحاولات التشويه والحصار والتآمر الداخلي والتواطؤ العربي حتى أُتّهمت بشتى التهم الباطلة وسُخّرت في مواجهتها كلّ الامكانيات الاعلامية والطائفية، ولكن بسلامة الاهداف والاعتماد على الله وبالايمان والاعتماد على شعبها استطاعت أن تتجاوز كل ذلك، وأن تكونَ اليوم الى جانب الشعب الفلسطيني تُسطّر معه ومع مقاومته معركة تاريخية كُتِبَ لها النصر من اليوم الذي بدأت المقاومة الفلسطينية الشجاعة طوفان الاقصى".

واعتبر الخطيب ان "التحوّلَ الهائل والكبير الذي أحدثته قوى المقاومة سواءً على الصعيد الداخلي العربي والإسلامي والعالمي أحبط السردية التي رَوَّج لها أولئك المنهزمون نفسياً أمام الغرب وادعاءاته وشعاراته، وآنَ لهؤلاء وخصوصاً الذين أسهموا في الانقسامات الداخلية الطائفية والمذهبية أن يسارعوا إلى تصحيح مواقفهم، وأن يتخلّوا عن النهج الذي سلكوه في إيجاد الانقسامات الداخلية والفتن الداخلية وإضعاف المواقف الوطنية والقومية أن يعودوا إلى أمّتهم بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَ به المشروعُ الغربيُّ، وبعد سقوط الرهانات المتتالية التي بنوا عليها آمالَهم الخائبةَ وخصوصاً في لبنان لا سيما بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية والتحوّل في موقف الجامعة لصالح القضية الفلسطينية وإن كان غيرُ كافٍ ولكنه يُشكّلُ بدايةً لانعطافة جديدة يمكن أن يُبنى عليها".

وطالب الخطيب الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها في دعم النازحين من قراهم وتوفير مقوّمات الصمود لأهلنا في القرى والبلدات المواجهة لمواقع الاحتلال، فلقد آن الاوان لتثبت الدولة انها الراعية والحاضنة لابنائها الذين يدافعون عن لبنان في ثبوتهم وصمودهم، ونطالب وزارة التربية والتعليم العالي أن تراعي الظروف الصعبة التي يعيشها طلاب المناطق الحدودية النازحين منهم والصامدين ولا سيما الذين يخضعون الى الامتحانات الرسمية هذا العام.

كما دعا الخطيب الحكومة إلى التعاطي بعدالة مع متقاعدي المصالح المستقلة أسوة بغيرهم من الموظفين، فلا يجوز أن يُترك هؤلاء لمصيرهم دون رعاية الدولة لهم بعد أن أفنوا سنوات طويلة في خدمة مؤسسات الدولة.