أشار الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، إلى "أنني قلت حين اندلعت الحرب مع إسرائيل في تشرين الأول 2023 إنني أتمنى أن لا نتورّط فيها"، موضحًا أنّ موقفي هو ألّا ننسى تاريخ لبنان مع الاعتداءات الإسرائيلية عليه، ولحين أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، فحزب الله يُدافع عن لبنان. أتمنى أن تبقى قواعد الاشتباك" في الجنوب، مشددًا على أنّ "إسرائيل هي العدو".

ولفت، في حوار استضافته مؤسسة نجار للثقافة والحرية في الأشرفية، إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري موجود بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين و"حزب الله" ويوصل الرسالة والجواب"، معتبرًا أنّ النواب الذين التقوا هوكشتاين في واشنطن "يقومون بتضييع وقتهم".

وأوضح أنّ "همّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو فصل مسار لبنان عن غزة إذا أمكن، ولم أسمع منه شيء بشأن الرئاسة"، خلال زيارته إلى باريس.

إلى ذلك، شدد جنبلاط على أنّه "يجب عدم المغامرة وطرح بديل لما تبقى من ورقة الطائف، خاصة حين نسمع تلك الأصوات حول الفدرالية".

في سياق آخر، أكّد "اتفاق 17 أيار جعلنا محميّة إسرائيليّة وتم ربطنا بإسرائيل، وأنا ضد ذلك"، موضحًا أنّ الترسيم البحري لا علاقة له بالأمر.

ولفت إلى أن "الحزب التقدمي الاشتراكي قدّم مذكرة للأحزاب بما يتعلق بملف النازحين السوريين، وقد وصلت الى نبيه بري، ثم حصل سجال واسع، وكانت توصيات المجلس النيابي بخصوص ذلك".

وأضاف في معرض حديثه عن هذا الملف: "اكتشفنا بأن ليس هناك تصنيفاً فعلياً للوجود السوري والنازحين، إن كانوا نازحين سياسيين أو اقتصاديين أو عمّال أو برجوازيين، وبالنهاية يجب أن نصل الى وقف هذه الحملة العنصرية الهائلة تجاههم"، لافتاً إلى أنّه "لا بدّ من التنسيق الكامل بين UNHCR والدولة اللبنانية، والأفضل أن تكون الدولة ممثلة بجهاز واحد بينما تضمنت التوصيات في المجلس النيابي 5 أو 6 أجهزة، وهذا برأيي يضيّع البوصلة، إذ إن جهازاً واحداً يكفي إن كان الأمن العام أو الجيش".

وشدد على "ضرورة التأكد من أعداد ولادات النازحين السوريين، لأن تسجيل الأعداد غير كافٍ، وهناك الكثير غير مسجل"، مشيراً إلى "إمكانية إقامة مخيمات للنازحين إلى ان تحقق عودة النازحين، وهذه الفكرة طرحها الحزب التقدمي الاشتراكي العام 2012 ولكن رُفضت"، متسائلاً: "اذا لم نقم بعض المخيمات، هل يمكن تحسين أوضاع تلك التجمعات؟ فهناك تجمعات هائلة، مثلاً بالشوف او في كسروان ليس هناك تجمعات ضخمة، والتجمعات الضخمة موجودة بالبقاع الغربي والشمالي وطرابلس وعكار".

ودعا إلى "وقف الحملة العنصرية، لأنها غير معقولة"، قائلاً: "تذكرني بالحملات العنصرية السابقة على الفلسطينيين والتي سببت ما سبّبته من أهوال بالبلد".

وفي ما يتعلق بمساعدات النازحين من قبل المؤسسات الدولية، سأل: "كيف تأتي تلك المساعدات؟ كيف يتقاضى النازح السوري المساعدة، مباشرة من قبل unhcr، أو من NGOs والمجتمع الأهلي، واذا كان كذلك فما أدراكم ما هو المجتمع الأهلي، رأينا التجربة بالملايين التي أتت الى البلد بعد انفجار المرفأ، بعضها وصل الى المستحقين وبعضها ضاع".

وبشأن تعليم النازحين السوريين، قال جنبلاط: "أنصح أن يبقى التعليم في المدارس الرسمية للأطفال السوريين كي لا ندفعهم الى مدارس فيها داعش وفيها نصرة وغيرهما، فأنصح أن يبقوا بمدارسنا قدر استطاعتنا على التحمل، في ما تدفع الأمم المتحدة".

ورداً على كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حول فتح البحار أمام النازحين الى قبرص وغير قبرص، قال جنبلاط: "هذا الكلام مرفوض، ويقصد السيد حسن بالتحديد رفع عقوبات قانون قيصر عن سوريا، ولكن ماذا بالمقابل؟ لا شيء، نحن نرى من عشر سنوات أو أكثر في هذا الحوار من أجل الحوار مثل حوار أوسلو، حول الإصلاحات في سوريا التي لم تعطِ شيئاً حول الفترة الانتقالية، ولكن يجب في المقابل الاتفاق على دفتر شروط، الإصلاح في سوريا، ونقطة مهمة وقف تصدير الكبتاغون".

وتابع: "لا أوافق على هذا المدخل بأن نرسل النازحين، وإذا أرسلنا البعض، البحرية لدينا لن تمنعهم، لكن هناك قوى بحرية أخرى ستمنعهم، ونكون بذلك نرسلهم إلى الموت".

وبشأن الإصلاح الاقتصادي، قال: "أعتقد كان ماكرون على حق عندما زار لبنان ووضع جدول أعمال وما يسمى خارطة الطريق لصندوق النقد الدولي، لكن لم يطبق منه شيء، كذلك القانون المُبهم حول الكابيتال كونترول".

وبشأن تأثير الانتخابات الرئاسية الأميركية على ما يجري في المنطقة ولبنان، لفت إلى أنَّ "اللوبي الصهيوني وضع يده على أي ​سياسة​ او رئيس او منتخب في اميركا منذ عقود، وقول بايدن إنه سيوقف شحنات بعض الاسلحة هو فقط طمعاً ببعض الاصوات بميشيغان، لذلك أنا مع التسوية".

وأوضح جنبلاط أنَّه "يجب على كل السياسين الالتقاء دون وضع فيتو على أحد، ففي أوج الحرب، كنا نذهب إلى بكفيا ونتحدث مع أمين الجميل، واجتمعنا وذهبنا إلى جنيف آنذاك ولوزان، إنما اليوم لا أحد يريد التحدث مع الآخر، وهذا جنون ولم تحدث في تاريخ الحروب".

وأضاف: "آموس هوكشتاين زارني في جولته على المسؤولين الحاليين والسابقين، وقلت له إنه يجب أن يطبق الهدنة، فأجابني ما الهدنة؟ فقلت له ليكن هناك توازن للقوات المسلحة، بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، والملف الكامل ليس لدي. لكن حسبما فهمت من الرئيس بري هناك 13 نقطة عالقة إذا وجد الحل لها حول الحدود يمكن أن يشكل ذلك مدخلاً لفصل المسارات".

ورداً على سؤال، قال: "يجب تعزيز المؤسسات الامنية، إذ إننا في وضع محلي اقليمي حيث أصبحنا جزءاً من الجمهورية الاسلامية الكبرى، كما كنا العام 1953 ودخلنا في محور، كلفنا حرب أهلية صغرى مقارنة بالحروب اللاحقة، ثم حلَّ الاستقرار حتى العام 1967 واتفاق الطائف، واليوم المنطقة في أول الطريق نحو المجهول".