كشفت معلومات لـ "الانباء" الكويتية عن أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يسعى إلى ترتيب الملف الرئاسي اللبناني العالق قبل لقاء القمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 6 حزيران المقبل، على هامش مشاركة الرئيس الأميركي في احتفالات إنزال النورماندي من قوات الحلفاء بالحرب العالمية الثانية.

ولفتت الى جهود دولية وعربية حثيثة تنتظر مساعدة لبنانية، أي قيام أهل البيت بالسعي إلى ترتيب شؤونهم، بعيدا عن «الأجندات الخارجية الإقليمية»، التي قد تدخل البلاد في نفق أشد ظلاما وضيقا، وتسهم في تحلل كامل لمؤسسات الدولة شبه المشلولة حاليا. وذكرت بان زيارة لودريان لن تكون حاسمة لجهة إحداث الخرق المنشود في الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ 31 تشرين الاول 2022، إلا أنها الخطوة ما بعد الأولى بكثير «في رحلة الأميال اللبنانية التي لا تنتهي».

وفي هذا الإطار تتكثف في الأسبوع الأخير من مايو التحركات نحو بلورة صيغة اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي، وتتوج بزيارة لودريان. ويجري المبعوث الفرنسي لقاءات مع المسؤولين والكتل النيابية، وفي مقدمتها كتلة «الاعتدال» صاحبة المبادرة التي تبنتها «اللجنة الخماسية» كقاسم مشترك بين المحورين المتنازعين.

وقال مصدر مطلع ومقرب من «الثنائي الشيعي» لـ «الأنباء»: «تطرح زيارة لودريان تساؤلا حول ما اذا كان الهدف إعطاء زخم لحركة اللجنة الخماسية، أم في كونها (الزيارة) إشارة إلى عجز الخماسية وغرقها في رمال السياسة اللبنانية. وبالتالي لابد من إحياء التحرك الذي بدأه لودريان على محورين: الاستحقاق الرئاسي وموضوع الحدود، خصوصا أن الردود على الورقة الفرنسية لم تكن على مستوى الآمال في دوائر الإليزيه».

وأضاف المصدر: «الجانب الفرنسي أدرك بعد الجولة الاولى لموفده انه لا يستطيع ان يتحرك بمعزل عن الاميركي الذي يجيد إعداد الصفقات، وربما أعد مشروعا جديدا على غرار صفقة الحدود البحرية التي تمت ونفذت بسلاسة، رغم المعارضة الواسعة لها من قبل الأطراف نفسها التي تعارض الحوار كمنطلق للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية».

وتوقف المصدر «عند المشاورات الأخيرة التي جرت بين باريس وواشنطن. ولا يستبعد ان تكون هناك ورقة فرنسية ـ أميركية تخرج في الوقت المناسب من الحقيبة عندما تكون الظروف ملائمة لوضعها على سكة التنفيذ».

وأشار إلى أنه «يكثر الحديث بعيدا من الأضواء عن السلة المتكاملة، خصوصا في وجود مطلب غربي، وإلحاح إسرائيلي بوضع حد للحرب على الحدود مع لبنان». وتابع المصدر: «إسرائيل لا تتعايش مع حروب الاستنزاف، وهي اعتادت على الحروب السريعة والخاطفة مستفيدة من فائض القوة الجوية الضاربة التي تمتلكها.