اعتبر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أن "التأثيرات السلبية على لبنان بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة كبيرة جدا، ولاسيما وأن هذا الاجتياح لغزة قد أصبح الآن فقط آلة للقتل والتدمير".

ولفت السنيورة، في حديث الى قناة "تي ار تي"، الى ان "العدو الإسرائيلي أيضا يمارس هجماته وغاراته اليومية على لبنان، وهذه جميعها لها آثارها السلبية الكثيرة جدا، وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية، ولاسيما وأنَّ لبنان لم يبرأ بعد من نتائج الاجتياح الذي شنتته عليه إسرائيل في العام 2006.

ورأى أن "لبنان بات يعاني من ثلاث أزمات أساسية راهنة، وهي أزمة سياسية ووطنية بكونه لا يستطيع حتى الآن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا في إعادة تكوين مؤسساته الدستورية، ولا في تأليف حكومة جديدة. كما أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية خطيرة".

وأشار الى أن "إسرائيل مستمرة بإطلاق التهديدات ضد لبنان، وأن هناك مسؤولين إسرائيليين، وتحديدا نتنياهو، قد زاروا الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، وزادوا من وتيرة وعنف المواقف المتشددة التي يطلقونها ضد لبنان. وفي رأيي فإنهم يريدون أن يخرجوا إسرائيل من الأزمة التي أصبحت فيها، والتي أصبح الإسرائيليون يعيشون فيها بنتيجة استمرار الحرب التي يشنوها في غزة منذ ثمانية أشهر، والتي لم تعد تحقق أي نتائج سوى المزيد من القتل والتدمير"

وردا على سؤال حول نجاح ربما الوساطة الأميركية لمنع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" وتقييمه للموقف الأميركي، أوضح السنيورة أنني"لا أعتقد أنه يمكن الاعتماد على التطمينات الأميركية لأن الرئيس الأميركي الآن في وضع صعب، حيث يخوض معركته الانتخابية، فهو يريد أن يرضي الجميع. وبالتالي، فإنه لا يستطيع بالتالي أن يرضي أحدا".

وأضاف "أنا أميل إلى الاعتقاد أنه لا يمكن ولن يكون رد الإسرائيليين على ما يجري على الحدود اللبنانية، وذلك بالقيام باجتياح بري للبنان ولأسباب متعددة. ولاسيما لأن إسرائيل لا تريد أن تكرر المأساة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي الآن في غزة. وبالتالي، فإني أظن أنه إذا أرادت إسرائيل أن تقوم بأي عمل عسكري واسع، فإنه سيكون عبر زيادة وتيرة القصف والعنف والغارات التي تشنها على لبنان والمناطق اللبنانية".

ورأى أن "الواقع ان إمكانات لبنان في أن يقوم بعمل عسكري لردع إسرائيل قليلة جدا إن لم تكن غير موجودة. هناك إمكانات عسكرية لدى حزب الله ولكن هذا الأمر يكون نتيجته المزيد من التدمير والمزيد من القتل في لبنان. ولذلك أنا أرى أن هناك حاجة للحكومة اللبنانية بأن تقوم بعمل وطني لتوحيد الجهة والوحدة الداخلية اللبنانية، وأن تقوم بمساع دولية وعربية للحؤول دون أن تقوم إسرائيل بالاجتياح، وهذا غاية ما يمكن أن يقوم به لبنان الرسمي".

وتابع "أعتقد أن ليس هذا من مصلحة أحد وتحديدا ليس من مصلحة اللبنانيين أن يصار إلى تجيير كل هذه الإنجازات الوطنية لمصلحة حزب الله لتغيير التوازنات الداخلية، وبما يؤدي ذلك إلى وضع لبنان في موقع يخالف مصلحته ومصلحة أبنائه ومصالح أشقائه العرب حاضرا ومستقبلا".