أشار الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصر الله، إلى "أننا في أيام عيد المقاومة والتحرير وحصلت الحادثة الأليمة"، في رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه إثر حادثة تحطم المروحية، و"بالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد"، موضحًا "أننا قررنا أن لا نقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأن طابعها هو طابع الفرح ونحن في أيام مصاب وحزن"، مباركًا لكل الشعب اللبناني و"لكل الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير".

ولفت، في الاحتفال التكريمي الذي يقيمه حزب الله لرئيسي ورفاقه في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، إلى أنّ "نتقدّم بالعزاء مجددًا بهؤلاء الأعزاء الكرام الذين استشهدوا في حادثة الطائرة في إيران"، موضحًا أنّ رئيسي "يجب أن ننظر إليه كقدوة في كل المواقع تولّى فيها المسؤولية"، وقال: "رأيناه خادمًا لشعبه.. وقدم تجربة راقية خلال رئاسته"، موضحًا أنّ "الشهيد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها والمطيع جدًا لقائده السيد الإمام علي الخامنئي".

وقال السيد نصرالله: "من اهم التحديات التي قد يواجهها الرئيس في ايران هي في ما يخص الوضع الاقتصادي والوضع السياسي وال​سياسة​ الخارجية، وكلا التحديين يعودان إلى أن ايران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 تواجه الكثير من الاخطار والتحديات حيث عانت من الحصار الاقتصادي والعقوبات والحرب المفروضة".

وأشار إلى أنّ "في الوضع الاقتصادي والمعيشي في خلال 3 سنوات من ولاية رئيسي قام باحياء المشاريع الاقتصادية واعادة الالاف المصانع التي كانت معطلة، ما وفّر فرص عمل هائلة، بناء المساكن والبدء بإعمار مليونين و400 الف مسكن، زيادة انتاج النفط وبيعه".

وأوضح أنّه "عندما يتحمّل أي رئيس جمهورية في إيران المسؤولية سيجد أمامه ملفات كبيرة جدًا من بينها الملفات الاقتصادية والمعيشية والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجية وهذه من نتائج العقوبات والحصار".

وأكّد السيد نصرالله، أنّ "في عهد الشهيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق، والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معيّن"، موضحًا أنّه "عندما تولّى الشهيد رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام رئيسي عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد"، مضيفًا "كان لدى الشهيد رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة".

وذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان، "كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة، وهذه ميزة في شخصيته"، موضحًا "أننا لم نرَ من الشهيدين رئيسي وعبداللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والإحتضان ونشكرهما على ذلك كثيرًا".

وشدد السيد نصرالله، على أنّ "مشهد تشييع الشهداء الأبرار بدءا من تبريز إلى قم وصولًا إلى طهران ومشهد، إلى جانب التشييع الفردي للشهداء، شكّلت مشاهد ضخمة ومليونية، وهذه الجنازة كانت ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد تشييع الإمام الخميني والشهيد قاسم سليماني".

وأوضح أنّ مشاهد تشييع رئيسي ورفاقه رسالة "يجب ان تُطمئن كل المحبين خارج ايران الذين يقلقون بسرعة، كما أنها رسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والحصار، ومع ذلك بقيت إيران قوّة صامدة وتكبر وتتطور ويعلو شأنها في العالم على كل الاصعدة".

وشدد السيد نصرالله، على أنّ "أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو إنكار الواقع والانفصال عنه"، مشيرًا إلى أنّ "إيران دولة مؤسسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة وإرادة شعبية عالية جدًا".

وقال: "لجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة، بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح وأنتم تعرفون ذلك".

وحول الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والاعتداءات على لبنان، أوضح السيد نصرالله أنّ "اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة، فإن الإسرائيليين أنفسهم في السلطة والمعارضة يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل"، موضحًا أنّ "العدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل"، مضيفًا "لم يستطع العدو تحقيق أيّ هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان".

وذكر أنّ "من أهم ما يعاني منه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين. الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الاعتراف الذي يكبر بدولة فلسطينية يُعتبر من نتائج طوفان الأقصى وما بعده"، وسأل: "من كان يُصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين صهاينة، وهذا من نتائج طوفان الأقصى"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية".

ولفت السيد نصرالله، إلى "أننا نتمنى أن تتوقف الحرب، ولكن لو أصر (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر المؤزر".

وردًا على تهديدات نتانياهو الأخيرة من الجبهة الشمالية مع لبنان حول تحضيره لمفاجآت، أوضح نصرالله أنّه "يجب ان تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأودّ أن أقول لنتانياهو وحكومة العدو نحن في المقاومة درسنا كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن تلجأوا إليها وكل خطواتكم، فلا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر".

وأكّد أنّ هدف فتح الجبهة هو "اسناد غزة وأهدافنا وشعاراتنا واضحة"، والهدف الثاني لفتح الجبهة في الجنوب منع اي عملية استباقية للعدو باتجاه لبنان".