حتماً تغيّرت خريطة منطقة الشرق الأوسط كثيراً، بعد حرب "7 تشرين الأول 2023" في غزّة، والتي أدّت إلى ما أدّت اليه على الساحة الفلسطينية. هذه الحرب غيّرت في توازنات المنطقة على مختلف الصعد، وسيكون لها إنعكاساتها على جميع الملفّات بما فيها الملف اللبناني.

وسط هذا المشهد جاء التواصل السعودي الأميركي، والذي برز بلقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان... فكيف سيكون لهذا اللقاء إنعكاساته على الشرق الأوسط؟.

"التواصل الذي حصل بين السعودي والأميركي مؤخراً، عنوانه حاجة السعودية إلى استثمارات لتمويل مشروعها "نيوم" رؤية السعودية 20/30". هذا ما يؤكده الباحث جمال واكيم، في حديث لـ"النشرة"، لافتاً إلى أنّ "ولي العهد السعودي قد يتقدم في التطبيع مع إسرائيل، للحصول على تلك الاستثمارات التي ستساعده في إنجاز مشروعه". بدوره، يشير الكاتب والباحث السياسي السعودي كامل الخطي إلى أنه "ليس هناك من تغيير جوهري في موقف السعودية، وهي مع إحلال السلام ولكن ليس بالطريقة التي تراها بها اسرائيل فقط، إذ ان الشركاء ليسوا فقط حتى يتمّ إبرام اتفاقات فيما بينهم".

"نعم السعودية مع احلال السلام شرط ايجاد حل للموضوع الفلسطيني، وبالتالي السلام صعب احلاله في المنطقة". هذا ما يؤكده الخطي، مشدداً على أن "المطلب السعودي والعربي هو بوقف الحرب في غزّة، ومن ثم يجب البدء بمعالجة الخراب الذي نتج عن المواجهات، ولا يرى أيّ سياسي عقلاني استمرار حماس في ادارة قطاع غزّة، بل يجب أن تستلم السلطة الفلسطينيّة ادارة القطاع بدعم دولي، ولا يمكن أن تبقى غزّة ساحة لتصفية ايران لحساباتها في مختلف الساحات". أما واكيم فيرى أن "السعودية لا تستطيع أن تمون على حركة "حماس"، ففي هذا الموضوع بالذات تدخل ايران وقطر وغيرهما من الدول".

ويعود واكيم ليشير إلى أن "هناك الملف اللبناني أيضاً، وفيه لا يستطيع ولي العهد السعودي أن يفرض وحده أجندة، خصوصاً أنّه قدم للأميركيين بما يمون عليه على الساحة اللبنانية والفلسطينية، ولكن هذا ليس بالضرورة أنّ يؤدّي إلى حلّ". من جانبه، يعتبر الخطي أن "في لبنان كدولة، لا دولة، وهنا مكمن العقدة وجود دولة فصائل فئوية أقوى من الدولة"، لافتاً إلى أن "البلد لن يخرج من أزمته طالما نظام المحاصصة قائم"، مضيفاً: "ربما اذا وافقت اسرائيل على شروط السعوديّة للتقدم باتفاقيّة السلام، قد نجد الانفراج الاقليمي سيطال لبنان والا سيتم العلاج الجزئي".

رُغم كلّ التحليلات، يبقى للتقارب السعودي الأميركي انعكاساته على منطقة الشرق الأوسط، فهل ينجح بفتح ثغرة في الجدار المأزوم اقليميًّا، وفي ظلّ المراوحة القائمة ويؤدي إلى ايقاف الحرب في غّزة وإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟!.