هدّد جندي إسرائيلي يخدم بقطاع غزة بتمرّد عسكري واسع في حال قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية لغزّة، أو الانسحاب من القطاع، ممّا دفع الجيش للأمر بفتح تحقيق في الحادثة.

وظهر جندي احتياط مُلثّم داخل ما بدا أنه منزل مهدّم بقطاع غزة، ومن خلفه شعارات مكتوبة بالعبرية لحركة "كاخ" المتطرّفة المصنفة إرهابية من قبل السلطات الإسرائيلية، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وقال الجندي: "لن أسلّم أنا و100 ألف جندي احتياط مفاتيح غزة للسلطة الفلسطينية أو "فتح" أو "حماس" أو أي كيان عربي".

وطالب غالانت بالاستقالة، مضيفًا "لا يمكنك الانتصار في الحرب، ولا يمكنك أن تقودنا أو أن تصدر لنا الأوامر"، وتابع: "أقول لك: إذا لم نذهب إلى النصر، سيبقى 100 ألف من جنود الاحتياط هنا. لن نتحرك من هنا. وسندعو سكان إسرائيل إلى القدوم إلى غزة تحت حماية جيشنا".

وأشار الجندي إلى "أننا سنستمع إلى زعيم واحد. هو ليس وزير الدفاع، ولا رئيس الأركان (هرتسي هاليفي)، إنه فقط رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو)".

وكشف الجندي عن الميول الانتقامية السائدة داخل الجيش الإسرائيلي بقوله "نريد أن نقتل كل من احتفل بذبحنا، كل الأطفال الصغار الذين داسوا على رؤوس إخواننا الجنود في غزة، لن يبقى أحد من هؤلاء حيا، وأنت يا غالانت، لا تستطيع أن تفعل ذلك".

وأضاف مهددًا غالانت "ها أنا أعلمك، إما أن تغير سجلك وتدرك أننا نريد الانتصار أو سنمضي مع رئيس الوزراء فقط، وسنتبع فقط من يقرر أنه يجب علينا الانتصار".

وبحسب "معاريف"، أثار الفيديو صدمة داخل الجيش الإسرائيلي، وتداوله نجل نتانياهو، يائير نتانياهو، على حسابه بتطبيق تليغرام.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أنّ ما قاله المتحدث في الفيديو إلى جانب نشره من قبل يائير نتانياهو، قد يشكل جريمة جنائية تتعلق بالفتنة ونشر الفتنة، والتي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 5 سنوات.

من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "السلوك الموثق في الفيديو هو انتهاك خطير لأوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، ويشكل شبهة ارتكاب جرائم جنائية"، وفق ذات المصدر.

وأضاف أن رئيس النيابة العسكرية أمر بفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية في الواقعة.

وقال المتحدث إنه نظرا لخطورة الحادث، وجّه رئيس الأركان هرتسي هاليفي بإجراء حوار مع الجنود والقادة على كافة المستويات.

ومنذ أشهر يطفو على السطح ما بدا أنه خلاف بين غالانت ونتنياهو بشأن مستقبل حكم غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 تشرين الأول دون تحقيق أهدافها المعلنة.