أشار رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتجية الدكتور وليد عربيد، في حديث لـ"النشرة"، إلى ان العالم اليوم يشهد طروحات جديدة تتعلق ب​العلاقات الدولية​، لا سيما منها العلاقات الدولية التي تخص ​حقوق الإنسان​، موضحاً أن المشهد الذي نراه اليوم في النزاعات الدولية من حروب، سواء في أوكرانيا أو غزة، يؤكد أن الغرب كان يستخدم هذا العنوان، أي حقوق الإنسان، من أجل سيطرة مصالحه في مجمل دول العالم.

ولفت عربيد إلى أن التاريخ يثبت أنه في كل بداية قرن هناك عنوان سياسي، موضحاً أنه في بداية القرن العشرين كان العنوان السياسي هو القيم، التي أسست لصعود حقوق الإنسان والديمقراطيات الإنسانية والعنف والأيديولوجيات الفاشية مثل الفاشية والصهيونية، مشيراً إلى أن هذا العنوان السياسي نتج عنه حربين عالميتين، الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وسيطر الغرب، بعد مؤتمر يالطا، تحت غطاء حقوق الإنسان.

وأوضح عربيد أنه بعد نهاية ​الحرب الباردة​ العنوان السياسي تم إستبداله من القيم إلى المصالح، التي أصبحت هي التي تدافع عنها الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة، لافتاً إلى المحاكم الدولي كانت تعطي وجهاً لمصالح الدول الكبرى التي تدافع عن مصالحها، معتبراً أن هذا ما نشهده إنعكساته اليوم في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، لافتاً إلى أن ذلك يقودنا إلى القول إن ​سياسة​ المصالح تغلبت على سياسة القانون الدولي والعلاقات الدولية الإنسانية.

ورداً على سؤال، أكد رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتجية أن العالم على أبواب نظام عالمي جديد، حيث التوجه نحو عالم متجدد بعلاقات دولية جديدة سيقود إلى عالم متعدد الأقطاب، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستبقى القوة العظمى، لكن هناك صعود لقوى أخرى، كالصين وروسيا والهند، بالإضافة إلى دول إقليمية لها دور فعال في الأقاليم، كتركيا وإيران وحتى السعودية إلى جانب مصر في العالم العربي.

ورأى عربيد أن كل ذلك سيقود إلى عالم متعدد الأقطاب، لكن هذا العالم لا يأتي بعد إنفجارات ونزاعات عسكرية سياسية وإقتصادية وحتى إجتماعية، معتبراً أن هذا ما تحول فيه الولايات المتحدة الإنتقال من العولمة التي أردتها أن تكون مسيطرة إلى عولمة من الممكن أن تكون بالتفاهم مع القوى المذكورة في الأعلى، إلا إذا هذا التفاهم تصادم بالحرب النووية التي لن تكون في صالح البشرية، مضيفاً: "نحن في منتصف الطريق نحو عالم متعدد الأقطاب".