ذكر مرجع لبناني التقى المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في اليوم الأول من زيارته الحالية لـ «الأنباء» الكويتية، بان «زيارة الموفد الفرنسي هي استطلاعية بكل ما للكلمة من معنى، وهو لا يحمل أي طروحات او أفكار، حتى لم نقرأ بين طيات كلامه أي اشارة عن جديد يمكن البناء عليه. الا انه لم يخف السبب الجوهري لقدومه، وهو تحضير ورقة عمل تتصل بالحالة اللبنانية لتكون في حوزة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع القمة الذي سيضمه إلى الرئيس الاميركي جو بايدن في السادس من حزيران المقبل في النورماندي. لذا فإن الوفد المرافق له يدون حرفيا ما تقوله القيادات اللبنانية».
وأبدى المرجع «استغرابه لما يتحدث به لودريان وإكثاره من طرح أسئلة يعرف جوابها من جولاته السابقة. والأكثر استغرابا سؤاله عن الاسباب الكامنة وراء تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتكرار السؤال حول ان هذه الأسباب لاتزال قائمة، إلى الاستفسار عن الانقسام بين من يريد الحوار ومن يريد التشاور، وما الافكار والمقترحات والحلول التي لديكم لإنهاء خلو سدة الرئاسة».
ورأى المرجع انه «بمجرد تكرار الاسئلة من دون ان يقرنها بمقاربة عملية، فهذا يعني ان الإدارة الفرنسية ليست بوارد تكرار تجربتها السابقة عندما اندفعت في تبني طرح المقايضة بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة (سليمان فرنجية ونواف سلام)، والتي وافق عليها ثنائي حركة أمل وحزب الله، الا انها سقطت لأنها لم تأخذ في الاعتبار موازين القوى على الساحة المسيحية، والتي ترفض ان تكون تابعا انما شريكا أساسيا، لا بل متقدما بين متساوين في صوغ الحل الرئاسي المناسب».
وتوقف المصدر «عند الزيارات السريعة التي قامت بها السفيرة الاميركية ليزا جونسون قبل مغادرتها إلى واشنطن للمشاركة في اللقاء السنوي لسفراء بلادها في الخارج، والتي اختتمتها عند رئيس مجلس النواب نبيه بري. فهي عمليا أقفلت محضر الرئاسة المخصص بسفراء اللجنة الخماسية، وسبقت لودريان في وضع تقريرها الخاص عن الوضع في لبنان، والذي سيكون بين يدي بايدن لمناقشته مع ماكرون».
وبسؤال المصدر: هل ستأخذ قمة النورماندي بتقرير جونسون أم بتقرير لودريان؟ رد بكل ثقة «وجهة النظر الاميركية هي التي ستتقدم مع حفظ ماء وجه الديبلوماسية الفرنسية، خصوصا ان الفرنسيين يعلمون أن الأفرقاء اللبنانيين يفضلون الحل الاميركي ـ العربي على أي حل آخر».