رأى عضو كتلة "الاعتدال الوطني" النائب أحمد رستم في حديث إلى «الأنباء» الكويتية، ان المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، لم يحمل معه خلال زيارته الأخيرة للبنان، أي مبادرة جديدة او حتى تصور جديد يحرك الاستحقاق الرئاسي نحو الأفضل.
واوضح رستم ان لودريان «أتى للتأكيد على اهمية استمرار مبادرة كتلة الاعتدال بالتوازي مع مساعي اللجنة الخماسية كسبيل وحيد متبق أمام اللبنانيين، وقادر على كسر واجتياز حواجز التعطيل والجمود». وأكد ان لودريان «حضر ليسمع من اللبنانيين لا ليعمل على اجتراح الحلول. وما نسمعه عن فشل لودريان في مهمته، وعن عودته إلى الاليزيه خائبا وخالي الوفاض، مجاف للحقيقة والواقع ويراد منه باطل». ورأى رستم «ان مبادرة كتلة الاعتدال الوطني مستمرة، الا ان عقبة أساسية أبطأت خطواتها وحالت دون وصولها إلى خواتيم مرضية، الا وهي الخلاف حول من سيدعو إلى الحوار ويترأس جلساته. وهذا الخلاف الذي وضعه لودريان نصب عينيه ويعمل على تذليله، ليقينه أن لبنان سيواجه خطر الزوال في حال عدم توصل الأفرقاء اللبنانيين إلى حل يخرج الاستحقاق الرئاسي من النفق».
وتابع رستم: «لا مهمة الخماسية، ولا الترتيبات الفرنسية، ولا أي مرجعية عربية وغربية ستتمكن أمام انعدام الإرادة لدى اللبنانيين بانتخاب رئيس، من اجتراح الحلول وإنهاء الشغور الرئاسي. من هنا الضرورة بأن يعي اللبنانيون أهمية تقديم المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار طائفي ومذهبي وحزبي ومناطقي، لتجنيب لبنان الانهيار الكامل وبالتالي التفكك والزوال».
وردا على سؤال، أكد رستم «ان تسمية المعطلين للانتخابات الرئاسية لا تفيد المصلحة الوطنية بشيء، لا بل من شأنها ان تسكب الزيت على النار». وأشار إلى ان جميع الأفرقاء دون استثناء، «يتلاقون في مكان ويختلفون في مكان آخر، ما يعني أنهم يتحملون المسؤولية بالتساوي عن التعطيل. والبلاد على وشك الدخول في السنة الثالثة من عمر الشغور الرئاسي، وأكثر ما تحتاج اليه للخروج إلى بقعة الضوء، نزول الجميع عن الشجرة والذهاب إلى انتخاب رئيس. ومن غير المسموح للتفاصيل المختلف عليها بين الطرفين، ان تطغى على الجوهر وتدفع بلبنان واللبنانيين إلى فم التنين»، معتبرا بالتالي «ان كل نائب لبناني مسؤول امام الله ثم الشعب والتاريخ عن إنهاء الشغور الرئاسي، وتجنيب لبنان الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه».
وأكد «ان كتلة الاعتدال الوطني حاولت بكل ما أوتيت من عزيمة وصلابة تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية والأطراف السياسية، وجمعها ضمن حوار أو نقاش او تشاور انقاذي، خصوصا ان الكتلة مقتنعة بأنه ليس في استطاعة أي فريق إلغاء الفريق الآخر، أو حتى مصادرة دوره في المعادلة السياسية، ولا بد بالتالي من حوار يبدد الهواجس، وينتهي بانتخاب رئيس وسطي للجمهورية، وقادر على التحرك عربيا وغربيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والأهم لمواكبة التطورات في المنطقة، لاسيما التسوية الكبرى التي باتت ملامحها ترسم في الأفق».