اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط، في حديث لـ"النشرة"، أن لكل من ​إسرائيل​ و"​حزب الله​" دوافعه وحافزه للعمل التصاعدي في الميدان، مشيراً إلى أن الحزب معني بالحضور القوي عبر إستراتيجية ​الضغط الإرتقائي​ المتواصل، التي تتطلب الإنتقال من مرحلة إلى أخرى، لتجنب الروتين الذي يفقد العمل العسكري أهميته، حيث الهدف أن يشعر الجيش الإسرائيلي بألم جديد كل يوم ويقلق مما هو مقبل.

وفي حين شدد حطيط على أن الحزب يبرع في هذه الإستراتيجية، أوضح أن هذا لا يعني خروج الميدان عن السيطرة، لافتاً إلى أن الحزب يعتمد، في جميع عملياته، التركيز على الأهداف العسكرية بشتى أنواعها، وعلى البقاء ضمن نطاق 10 كليومتر من الحدود، وبالتالي هو ملتزم بإستراتيجية الضغط الإرتقائي المتواصل دون الإنزلاق إلى ​الحرب الشاملة​، ويتجنب إعطاء الذرائع لإسرائيل.

في المقابل، لفت حطيط إلى أن الجانب الإسرائيلي يريد الدخول في الحرب الشاملة، كي يورط الولايات المتحدة فيها، لكنه لا يريد أن يكون هو المبادر إليها، وهو لذلك يعمد إلى إستفزاز "حزب الله" ليكون هو المبادر، ومن هنا يعمد إلى إستهداف المدنيين ويعلن أنه ضرب أهداف لـ"حزب الله"، مشيراً إلى أن الحزب واع لهذه المسألة ولن يقع في الفخ.

إنطلاقاً من ذلك، رأى حطيط أن الجانبين يتجنبان أن يكونا المبادر إلى الحرب الشاملة، لذلك هو لا يزال يستبعد حصولها حتى الآن، معتبراً أن تل أبيب لن تبادر إليها فيما لو لم يبادر "حزب الله".

ورداً على سؤال حول إمكانية الوصول إلى الحرب الشاملة نتيجة خطئ في التقدير، أوضح حطيط أنه في المواجهات العسكرية هناك دائماً عنوانين: الأول هو الضبط والسيطرة، أما الثاني فهو الخطأ العملاني، مشيراً إلى أن الجانبين يتجنبان على ما يبدو حصول خطئ عملانية.