اشار العلامة ​السيد علي فضل الله​، الى ان "العدو يستمر بارتكاب مجازره في ​غزة​ ، والتي لن يكون آخرها ما ارتكبه في مخيم النصيرات وفي مبنى تابع للأمم المتحدة، وبالتدمير لكل مظاهر الحياة فيها والذي يستكمله في الضفة الغربية من دون أن يبدي أي رغبة بالتجاوب مع الجهود التي تبذل حتى من الدول الداعمة له والتي تريد له أن يخرج من مأزقه الذي وقع فيه وحرصاً منها عليه بعدما لم يستطع أن يحقق أي إنجاز كان يهدف إليه من معركته هذه سوى التدمير للمباني والبنى التحتية، ومن دون أن يبالي بكل الأصوات التي ارتفعت ولا تزال ترتفع في العالم لتدعوه إلى إيقاف تماديه بالقتل الوحشي".

وخلال خطبة الجمعة، لفت فضل الله الى انه "إذا كان من تجاوب أبداه هذا الكيان، والذي عبر عنه الرئيس الأميركي، لإجراء مفاوضات مع ​المقاومة الفلسطينية​، فقد أصبح واضحاً أنه يريد من ذلك استعادة أسراه الذين بات أهاليهم يقضون مضاجعه عبر تظاهراتهم اليومية وبعدما فشل في استردادهم طوال حربه التي تجاوزت الثمانية أشهر، ما يجعل هذه المفاوضات تبقى في إطار المراوحة، حيث لا يمكن للمفاوض الفلسطيني أن يقبل بإراحة هذا الكيان باستعادة أسراه من دون أن يكون للشعب الفلسطيني الحق بالشعور بالأمان في أرضه وعدم استمرار المعاناة التي تتفاقم في كل يوم".

واعتبر فضل الله ان "من المؤسف أن نجد من يطلب من الجانب الفلسطيني أن يقدم التنازل ويعمل على الضغط عليه من دون أن يدعو إلى ذلك ​الكيان الصهيوني​ وأن يمارس الضغط الجدي عليه"، معتبرا ان "في هذا الوقت، يستمر الشعب الفلسطيني بالخيار الذي أخذه على عاتقه بالثبات على مواقفه وعدم السماح لهذا العدو بتحقيق أهدافه في السيطرة على قطاع غزة تمهيداً لتهجيره منها وذلك بالصبر على الجراح وتحمل الآلام وبمقاومته، ما جعل هذا الكيان يقف عاجزاً عن تحقيق أي من أهدافه وأدى إلى ارتفاع الأصوات من داخل كيانه بضرورة الخروج من رمال غزة المتحركة والتي وصلت إلى داخل مجلس حربه".

وتابع :"نبقى في فلسطين لنشير إلى مسيرة الأعلام التي شهدناها في ​القدس​ من قبل الكيان الصهيوني والتي تحصل كل عام من قبل هذا الكيان احتفاءً باستكمال احتلاله للقدس والذي حصل عام 1967، والذي واكبه هذا الكيان كما في السنوات السابقة بإعلان قادته اعتبار القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان وعدم استعدادهم لأي تنازل عنها في أي مفاوضات قد تجري".

واضاف :"مع الأسف، جرى ذلك من دون أن يؤدي إلى أي موقف عربي وإسلامي رسمي أو شعبي شاجب لما يجري، ما نراه يشجع هذا الكيان على الاستمرار في سياسة تهويد القدس وتدنيس ​المسجد الأقصى​ واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية".

ولفت فضل الله الى ان "المقاومة في ​لبنان​ تستمر بالدور الذي أخذته على عاتقها بمساندة الشعب الفلسطيني وعدم تركه وحيداً في معركته مع هذا الكيان الصهيوني، ولأجل ذلك تبذل التضحيات الجسام. وفي الوقت نفسه تواجه اعتداءات هذا العدو التي تطاول القرى الآمنة في المصالح التجارية والصناعية وتروع المواطنين، وهي باتت تقدم الإنجازات التي تجعل العدو يفكر ملياً قبل أن يقدم على أي اعتداء وستجعل العدو يعي مجدداً أن لبنان ليس لقمة سائغة له".

وتابع :"في هذا الوقت يستمر قادة العدو بتهديداته للبنان والتي أصبح من الواضح أنها تأتي من باب التهويل وبث الروح المعنوية لدى مستوطنيه وتحقيق مكاسب يريدها من وراء ذلك، بعدما أثبت هذا العدو عجزه في الميدان وتكشفت قدرات المقاومة، لكن هذا لا يدعونا إلى أن ننام على حرير هذا الكيان الذي قد يقدم على أية مغامرة مستفيداً من الدعم الذي يحظى به، ما يدعو اللبنانيين إلى توحيد صفوفهم في مواجهة هذا العدو الذي لا يهدد طائفة أو مذهباً أو منطقة بل هو يهدد كل اللبنانيين".

واوضح انه "قد يختلف اللبنانيون على العديد من القضايا، لكنهم لا ينبغي أن يختلفوا على سيادة هذا البلد وأن يخرج من هذه المعركة قوياً لأن أي ضعف، لا سمح الله، يجعل هذا البلد في مرمى هذا الكيان وتحت سطوته، ومن هنا، فإننا نعيد الدعوة إلى إزالة كل العراقيل التي ما زالت تقف أمام ​الاستحقاق الرئاسي​ والتي بات واضحاً أنها لا تُزال إلا بالحوار الذي هو السبيل الوحيد لبحث الخلافات وتكريس المشتركات ما يسهم بالتخفيف من الهواجس الموجودة بين اللبنانيين، والاقتراب من التوافق على حل للاستحقاق الرئاسي، الذي تفرض المصلحة الوطنية عدم التأخير في إنجازه".

ورأى فضل الله ان "من المؤسف أن نشهد تراخياً على هذا الصعيد، فيما تزداد معاناة اللبنانيين على الصعيد الاقتصادي والمعيشي بعد الغلاء الفاحش الذي ارتفع إلى عشرات الأضعاف كما أشارت إليه الإحصاءات، في الوقت الذي لا تزال الرواتب بعيدة جداً عن المطلوب".