بعد إطلاق صواريخ الدفاع الجوي باتجاه الطائرات الحربية الاسرائيلية التي تعربد في سماء لبنان وتنشر الخوف والقلق، أدخل حزب الله صواريخ فلق 2 الى ساحة الحرب الدائرة في الجنوب، إذ أعلن يوم السبت الماضي استداف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل براجمة من ‏صواريخ فلق 2، فماذا يعني تصعيد حزب الله في هذا التوقيت؟.

بداية لا بد من الإشارة الى بعض مميزات صاروخ فلق 2 المستخدم في الحرب للمرة الأولى، فهو يقدم دعماً نارياً كبيراً ويشكل سندًا للعمليات البرية، وهو قادر على ضرب الأهداف البحرية أيضاً، كما أنه يحمل رأسًا متفجّرًا يزن 117 كيلوغراماً، بينما صاروخ فلق 1 قادر على حمل رأس متفجر يبلغ 50 كيلوغراماً.

يبلغ مدى الصاروخ 11 كيلومتراً، ويمتلك الحزب بحسب مصادر متابعة للحرب في الجنوب كميات كبيرة منه، مشيرة عبر "النشرة" الى أنّ استخدامه لهذه الصواريخ لا يعني زيادة عمق المناطق المستهدفة بقدر ما يعني زيادة حجم النار التي يضرب بها، مشدّدة على أن هذا التصعيد يمكن قراءته ضمن سيناريوهين:

-الأول، بحسب المصادر هو ان الحزب يتعمد التصعيد لرفع منسوب الردع الذي يحاول خلقه لمنع الجيش الاسرائيلي من تصعيد الحرب، خاصة بظل مخاوف جدّية في الكيان من قدرات حزب الله على إلحاق الأذى والضرر في اسرائيل بحال اندلعت الحرب الواسعة، وترى المصادر أنّ هذا التصعيد يترافق مع الرسالة الإيرانيّة غير المباشرة للأميركيين والتي كرّرتها وزارة الخارجية الإيرانيّة بأنّ شن حرب واسعة على لبنان سيعني تدخل الإيرانيين وغيرهم من قوى المحور في الحرب، ما يعني أنها ستكون حرباً شاملة.

ما تقدم يعني أن الحزب ومعه إيران يحاولان الردّ على كل الخطابات الاسرائيليّة الداعية الى شنّ حرب على لبنان، لمحاولة تقديم صورة مبسّطة حول ماهيّة هذه الحرب بحال حصلت وتداعياتها.

-الثاني، بحسب المصادر فهو ينصّ على أن تصعيد حزب الله وإدخاله أسلحة جديدة، سواء فلق 2 او قبله اطلاق الدفاعات الجويّة لملاحقة الطائرات الحربية الاسرائيلية، يعني أن الحزب يرى الحرب طويلة.

وترى المصادر أن إدخال هذه الأسلحة الى حرب تكاد تنتهي قد لا يكون منطقياً، فلو أن الحزب يراها في نهايتها لأبقى هذه القُدرات مخفيةّ لمرحلة مقبلة، ولكنّه عندما يقرر كشفها في هذا التوقيت فهذا يعني أنّ الحرب طويلة، وهذا ما يمكن ربطه بما يرد من تقارير من داخل اسرائيل تتحدث عن نوايا رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو الاستمرار بالحرب الى فترة طويلة قد تمتد الى ما بعد الانتخابات الأميركية.

هذا السيناريو يعيدنا الى مرحلة ما قبل اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن بأسبوعين، عندما كانت المؤشرات تُشير الى إمكانية استمرار الحرب لعام مقبل، وهذه المسألة تم نقاشها في إيران على هامش تشييع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ومن قضى معه في حادث تحطّم المروحيّة، حيث ناقشت قوى المحور احتمال استمرار الحرب الى ما بعد الدخول في العام 2025.