أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "من خلال إعلان الحزب، مساء الأحد، أن قوات دفاعه الجوية أطلقت صاروخاً (أرض جو) باتجاه طائرة حربية ​إسرائيل​ية من نوع F15 خرقت ​الأجواء اللبنانية​، وقال إن ذلك أجبرها على التراجع، يكون الحزب قد تبنّى مسألة وجود قوة دفاعية جوية لديه قادرة على استهداف ​الطائرات الحربية​ الإسرائيلية".

وبحسب مصادر قريبة من الحزب، فإن "السلاح الذي أظهره ليس سوى جزء بسيط مما لديه، وإنه يمتلك الكثير من المفاجآت التي يحضّرها للإسرائيليين"، لافتة إلى أن "استهداف الطائرة الحربية جاء كنوع من اختبار وإرسال رسالة تحذير، مع تأكيد المصادر قدرة الحزب على إسقاط الطائرة، لكن حينها سيكون ذلك عبارة عن شرارة قد تؤدي الى توسيع نطاق المواجهة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الحزب يعتمد استراتيجية متدرجة في مواجهاته ضد الإسرائيليين"، مذكرة أنه "في الأيام الأولى للمواجهات استخدم الأسلوب نفسه في استهداف الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وقد أطلق 4 صواريخ باتجاه 4 طائرات، وأصدر بيانات يقول إنه تمكّن من دفعها الى التراجع، قبل إسقاط أول طائرة، وحالياً يتكرر السيناريو نفسه".

وأوضحت المصادر أن "​حزب الله​ لم يطرح في المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين معادلة إجبار الإسرائيليين على وقف الخروقات الجوية للأجواء اللبنانية، وعدم استخدام إسرائيل للسماء اللبنانية لضرب أهداف في سوريا"، لافتة إلى أن "هذا المطلب قدّمه الحزب بشكل واضح للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، مشترطاً رفض الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، فكان رد الأميركيين بأنه يمكن تخفيف الخروقات، ودفع المسيّرات للتحليق على ارتفاع بمسافة عالية جداً، فحينها عمل الحزب على إسقاط الطائرات المسيّرة من نوع هرمز 450 وهرمز 900".

وأشارت إلى أن "تركيزه حالياً انتقل على الطائرات الحربية، الأمر الذي شغل الكثير من الدبلوماسيين المتابعين لملف المواجهة المفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل، وسط تساؤلات كثيرة تطرح حول ما يمتلكه الحزب من أسلحة".

ولفتت إلى أنه "الى جانب هذا التطور في أداء الحزب، يتضح أنه منذ أيام أخذ هو المبادرة العسكرية واستعادها من الإسرائيليين الذين يستمرون في حالة رد الفعل، خصوصاً أنه عمل على تكثيف إطلاق الطائرات المفخخة المسيّرة باتجاه المواقع الإسرائيلية، وكثف عمليات إطلاق ​الصواريخ المضادة​ للدروع وتحقيق إصابات في المواقع والمباني الإسرائيلية، بينما بدا رد الفعل الإسرائيلي متراجعاً عما كان عليه الوضع سابقاً".

ووفق ما تؤكد المصادر المتابعة، فإن "حزب الله لا يريد الحرب ولا يسعى اليها، وهو مستمر في مواصلة دعم غزة ومساندتها، ولا يريد تحويل الصراع الى حرب إقليمية، لذلك فإن تصعيده وتكثيفه الناري يندرج في سياق التصعيد لمنع التصعيد ومنع الحرب، ولإيصال رسائل مباشرة للإسرائيليين بأنه يمتلك أسلحة ستحقق في صفوفهم إصابات مباشرة وتلحق بهم خسائر".