كشفت صحيفة "الاخبار" أن رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ تواصل في اليومين الماضيين، مع رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​، عبر القناة الرسمية المعتمدة بينهما، طالباً من الأخير تأييد ترشيح قائد القوات لرئاسة الجمهورية!

وبحسب الاخبار، بعد دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الأحد الماضي، القوى المسيحية إلى التوافق على انتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية لتكون المنازلة بينهما في مجلس النواب، يبدو أن الدعوة دغدغت أحلام جعجع الرئاسية، إذ سارع قائد القوات إلى التواصل عبر القنوات الرسمية المعتمدة مع رئيس التيار الوطني الحر، أكثر من مرة، طارحاً إلزام فرنجية بما ألزم به نفسه بدعوته إلى حصر المنازلة بينه وبين جعجع. وفي المعلومات أن رسائل جعجع تضمّنت إقراراً بـ"صعوبة انتخابي رئيساً"، إلا أنه طلب من باسيل دعمه بحجة "التسكير على فرنجية".

إلى ذلك، تواصلت أمس المساعي واللقاءات السياسية التي يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، لتقريب وجهات النظر تمهيداً لترتيب لقاءات تشاورية تسهّل عقد جلسات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ التقى باسيل النائبين فيصل كرامي وفريد الخازن، كما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي كرامي وأعضاء تكتل التوافق الوطني النواب محمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد، وتغيّب النائب طه ناجي لأسباب عائلية. كما التقى الديمقراطي كتلة تحالف التغيير التي تضم النواب وضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي.

وبحسب المصادر، فإن حركة باسيل تهدف في جانب منها إلى سحب ورقة المعارضة من يد جعجع، مع سعي لجمع كتلة نيابية كبيرة يمكن من خلالها أن يفرض تخلي المعارضين عن دعم ضمني لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن يستخدم هذا الوزن النيابي لإقناع الثنائي أمل وحزب الله بسحب ترشيح فرنجية.

وما يقوم به باسيل لا يختلف في جوهره عما بدأه الحزب التقدمي الاشتراكي وقبلهما تكتل «الاعتدال»، وهو محاولة لملء الفراغ الناجم عن جمود الاتصالات الخارجية بشأن لبنان، ومحاولة للاستفادة من آخر رسالة نقلها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بالدعوة إلى خيار جديد خارج المرشحين الحاليين. لكن مشكلة هذه المحاولات ليست في استمرار الانقسام السياسي الداخلي حول الرئاسة، بل في كون التحرك لا يأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية الحاسمة في ملف الرئاسة، سيما أن أبرز اللاعبين يقرون حالياً بأن الملف الرئاسي عالق فعلياً بين استمرار الحرب ودخول الولايات المتحدة مدار انتخاباتها الرئاسية وانشغالها عن الملفات الأخرى.