أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه رغم التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر الآن، فإن شن إسرائيل حربا واسعة على لبنان أمر مازال بعيدا عن التحقق، وقد يكون هناك تصعيد موسع لا يصل للحرب الشاملة.
وأوضحت أنه "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حماس في السابع من تشرين الأول الماضي، وحزب الله يعلن مساندته للمقاومة الفلسطينية بتسخين الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، ويبدأ منذ الثامن من تشرين الأول في إطلاق القذائف على شمال إسرائيل، لكنه حرص لفترة طويلة على عدم تجاوز قواعد الاشتباك بين الجانبين قبل أن يتصاعد الأمر ولكن بشكل لا يؤدي إلى حرب موسعة أيضاً".
ولفتت إلى أن "إسرائيل تعمدت تصعيد موقفها قولا وفعلا، فوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كرر أكثر من مرة القول أن إسرائيل لن توقف قصفها على الحدود مع لبنان حتى لو توصّلت إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، متوعّدًا بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، بينما استخدم الجيش الإسرائيلي أسلوب الاغتيالات لقيادات فلسطينية وكوادر من حزب الله، بشكل دقيق أثار الدهشة والتساؤلات عن الاختراق الأمني الإسرائيلي للحزب ولجنوب لبنان علاوة على استخدامها أحدث الوسائل التكنولوجية في اختراق كاميرات المراقبة اللبنانية العادية الموجودة في كثير من الشوارع والمحال والمنازل بالجنوب لتتبع الشخصيات المستهدفة مما جعل الحزب ينبه بضرورة نزع هذه الكاميرات أو وقفها عن العمل".
وأوضحت أنه "لا يمكن أيضًا استبعاد الحرب البرية بالكامل بعد انتهاء حرب غزة، لأن إسرائيل سوف تحتاج إلى إعادة سكان الجليل الذين تم إجلاؤهم من منازلهم إلى المنطقة الحدودية الشمالية، فهم يخشون من العودة بسبب وجود حزب الله على مسافة قريبة، كما نزح أيضًا عشرات الآلاف من اللبنانيين بسبب الهجمات الإسرائيلية ويريدون أيضا العودة إلى قراهم، وما لم تحصل إسرائيل على ضمانات تسمح لها بإعادة سكان المنطقة الشمالية إلى منازلهم، فلن تملك أى حافز لجعل حياة اللبنانيين الراغبين في العودة إلى قراهم مُحتملة، وهذا قد يدفع حزب الله إلى تقديم تنازلات".
وأشارت إلى أن "المبعوث الأميركي آموس هوكستين عرضا لتشجيع حزب الله على الانسحاب من الحدود، فبدلًا من أن يطلب من الحزب الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترا تقريبا من الحدود تنفيذا للقرار 1701، اقترح تراجع مقاتلي حزب الله مسافة سبعة كيلومترات من الحدود، لكن حزب الله مازال يبحث عن صفقة متكاملة ولن يتحدث عنها بشكل فعلي إلا مع وجود مفاوضات جادة عقب وقف إطلاق النار فى غزة".