اشار الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية ألفرد رياشي الى إن المعلومات المستقاة من الخارج تؤكد ان الجانب الإسرائيلي حصل علـى ضوء أخضر أميركي - بريطاني للرد على استهداف محور الممانعة لمجدل شمس في الجولان السوري المحتل، خلال فترة زمنية أقصاها 15 يوما بدءا من تاريخه.
وتحدث رياشي في حديث إلى «الأنباء» الكويتية، عن «شرط من الجانب الأميركي - البريطاني الا تتدحرج التطورات باتجاه حرب إقليمية كبيرة، أو إلى قلب معادلات وتوازنات في المنطقة، ما يعني ان الرد الإسرائيلي أيا يكن حجمه وأيا تكن نتائجه، مشروط بالإبقاء على قواعد الاشتباك المرسومة أميركيا، انما بوتيرة قد تتسم بمزيد من العنف».
وأضاف: «هدف إسرائيل الأول والأساسي اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلا ان الأميركي يكبح جماح الموساد في هذا الاتجاه، لمنع الأوضاع في المنطقة من الانزلاق باتجاه جهنم».
وأكد ردا على سؤال «ان التسوية المنتظرة كادت تبصر النور لولا انقلاب الإسرائيلي عليها في ربع الساعة الأخير، ومن ثم أتى صاروخ مجدل شمس ليؤكد تجميدها في انتظار عبور غيمة التطورات الخطيرة والمستجدة في جنوب لبنان، علما ان التسوية التي وافقت عليها طهران ومن خلفها حزب الله، كانت مبنية على أربع نقاط رئيسية هي:
1 - انفصال ساحات المحور الإيراني عسكريا عن الوضع في غزة أيا يكن المشهد هناك.
2 - ترسيم الحدود البرية بالتوازي مع انسحاب إسرائيل خلال فترة سنة من مزارع شبعا والغجر والقرى السبع، على ان يتم تسليمها إلى الأمم المتحدة تمهيدا للتفاوض حول ملكيتها.
3 - انسحاب حـــزب الله مسافة 10 كيلومترات باتجاه شمال الليطاني، على ان يتم إرسال مراقبين كنديين لمراقبة تنفيذ الانسحاب وتطبيق شروطه.
4 - تطبيق جزئـي للقرار الدولي 1701 ودخول الجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيــل (جنــــوب الليطاني)، مع الإشارة إلى ان عبارة تطبيق جزئي في التسوية، أتت تماشيا مع اجتراح الحلول، لأن التطبيق الكامل للقرار المذكور يلزم حزب الله الانسحاب إلى ما بعد شمال الليطاني».
ولفت رياشي «إلى ان المشهدية الراهنة في المنطقة قد تمتد لسنة، إذ إنها ما زالت وسط الطريق باتجاه عودة الاستقرار العام الذي سيبنى على رسم جديد للمنطقة، علما ان وصول الحزب الجمهوري من خلال مرشحه دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، سيريح المنطقة إلى حد كبير، لأن الهدف الأول والرئيسي لترامب هو استدراج موسكو إلى إبرام تسوية شاملة مع واشنطن، وتقليم أجنحة النفوذ الإيراني في المنطقة، وسحب سورية إلى المعادلة الجديدة».
وعن مصير الاستحقاق الرئاسي في لبنان، أشار رياشي إلى ان «الشغور الرئاسي بات في مراحله الأخيرة. لكن ما سيفاجئ الجميع، هو وصول شخصية تسووية غير متداول بها سابقا، انما أقرب إلى محور الممانعة منها إلى الوسطية، علما انها ستأتي ضمن شروط وتعهدات، أبرزها عدم انكسار فريق المعارضة أمام فريق الممانعة، وتعبيد الطريق أمام السلام الدائم على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وربما أكثر، وتقديم المسلمات الدستورية والديموقراطية على حسابات سائر الأحزاب والطوائف والمناطق من دون استثناء».