أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأن العالم يترقب التصعيد العسكري المحتمل بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، لافتة إلى أنه رغم أنه لم تتضح بعد المسارات المحتملة لهذا الرد العسكري الذي تستعد له إيران وحلفاؤها، فضلا عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه، وما اذا كان مشابها للهجمات التي شنتها ضد إسرائيل في 13 نيسان 2024 من عدمه، فإن ما يحدث سوف يفرض عواقب وخيمة في كل الأحوال.
وأوضحت أنه يبدو واضحاً أن إسرائيل وإيران تسعيان عبر هذا التصعيد إلى توجيه رسائل متبادلة، فمن جانبها، تسعى تل أبيب إلى تأكيد أن إيران ليست عصية على الاختراق، بدليل إقدامها على تنفيذ عمليات أمنية داخل إيران، مثل اغتيال إسماعيل هنية، وقبله اغتيال العالم النووي رئيس مركز الأبحاث بوزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زاده. كما أنها تريد طمأنة الداخل الإسرائيلي بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها، من جانب جهات عديدة، مثل "حزب الله" والحوثيين.
وأشارت إلى أنه من دون شك، لا تخلو حسابات تل أبيب من مصالح شخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يسعى للاستمرار في منصبه ومنع حلفائه من تفكيك الائتلاف اليميني الحاكم، عبر شن المزيد من تلك الهجمات، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وتفاقم المعاناة الإنسانية للملايين من الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن إيران تريد الرد على اغتيال هنية على أراضيها، وإثبات قدرتها على الوصول إلى أهداف حيوية في إسرائيل، بعد أن حرصت خلال الهجمات التي شنتها في 13 نيسان 2024 على عدم رفع مستوى التصعيد، أو تعزيز احتمالات تحوله إلى حرب شاملة بين الطرفين تبدو في أمس الحاجة إلى تجنبها.
ورأت أن المهم في ذلك كله أن هذا التصعيد من شأنه أن يضع مزيداً من العقبات أمام الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون، بعد أن اتجهت إسرائيل وإيران إلى توظيف القضية الفلسطينية لإدارة الصراع فيما بينهما.