عقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اجتماع أزمة في داونينغ ستريت الاثنين وتعهد فرض "عقوبات جنائية سريعة" على المتورطين بأعمال شغب شهدتها عطلة نهاية الأسبوع هي الأسوأ في البلاد منذ 13 عاما، ارتكبها يمينيون متطرفون استهدفوا مساجد ومهاجرين.
وأبدى ستارمر حزما كبيرا في الأيام الأخيرة في مواجهة ما وصفها بأنها "بلطجة اليمين المتطرف". ودعا إلى اجتماع أزمة مع لجنة الطوارئ الوطنية البريطانية المعروفة باسم "كوبرا". وضم الاجتماع وزراء وممثلين للشرطة الاثنين في مقر إقامته الرسمي في لندن.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني فرض "عقوبات جنائية سريعة" على مثيري الشغب المتورطين بأعمال العنف، بعدما ترأس الاجتماع في مقر الحكومة في داونينغ ستريت.
وذكرت ستارمر لوسائل الإعلام إن أولويته "المطلقة" هي وضع حد للفوضى وأن "تكون العقوبات الجنائية سريعة". وأكد أنه بناء على الاجتماع سيُتخذ "عدد من الإجراءات" بينها "تعزيز القضاء الجنائي".
وحذّر رئيس الوزراء البريطاني بعد ظهر الأحد محتجي اليمين المتطرّف من أنهم "سيندمون". وقال في كلمة متلفزة "أؤكد أنكم ستندمون على المشاركة في هذه الاضطرابات، سواء مباشرة" أو من خلال "تأجيج هذه التحركات عبر الإنترنت".
وتعهد زعيم حزب العمال الذي تولى العديد من المسؤوليات من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة قبل أن يصبح رئيسا للوزراء قبل شهر، سوق المخالفين "أمام القضاء".
وتأمل بريطانيا استعادة الهدوء، فيما يشعر السكان بصدمة جراء انتشار صور في الأيام القليلة الماضية تظهر تدمير فنادق تؤوي طالبي لجوء، ومهاجمة مساجد، ونهب متاجر...
واوقفت الشرطة أكثر من 378 شخصا منذ بدء المواجهات، بحسب ما اعلنت، وهذا العدد مرشح "للازدياد كل يوم" ما دام المحققون يواصلون تحديد هويات مثيري الشغب وتوقيفهم، بحسب ما صرح رئيس الشرطة غايفين ستيفنز.
واندلعت أعمال العنف عقب حادث طعن أدى إلى مقتل ثلاث فتيات في مدرسة للرقص في شمال غرب البلاد منذ أسبوع. وما زال الوضع هشا، إذ يتأثر بمعلومات مضللة يتداولها مؤثرون من اليمين المتطرف عبر الإنترنت بشأن هوية مرتكب حادث الطعن.
ومنذ هجوم الطعن في مدينة ساوثبورت، اندلعت أعمال شغب واشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للمهاجرين، كما اشتبك هؤلاء أحيانا مع متظاهرين مناهضين للعنصرية، وذلك في كل أنحاء إنكلترا وايرلندا الشمالية من ليفربول (شمال غرب) إلى هال (شمال شرق)، وبلفاست (شمال غرب)، وليدز (شمال)، وسندرلاند (شمال شرق) وبريستول (جنوب غرب).
ورفعت المسيرات شعار "كفى" في إشارة إلى وصول مهاجرين يعبرون بحر المانش على متن قوارب مطاط.
وشهدت الاحتجاجات الأحد أعمال عنف طاولت فندقين يأويان طالبي لجوء. وتجمع أكثر من 700 شخص في روثرهام (شمال) أمام أحد الفندقين وحطموا نوافذه، وأشعلوا حريقا، وألقوا مقذوفات على الشرطة، فيما ردد آخرون شعارات مثل "أطردوهم".