أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في عظة له خلال قداس لمناسبة عيد التجلي، في باحة كنيسة التجلي وسط غابة الارز الدهرية، الى ان "الرب يسوع بطبيعته الالهية والإنسانية تجلى على الجبل بألوهيته أمام التلاميذ بالبياض الذي لا يستطيع أحد ان يبيّض مثلها، وهذا المشهد حضره ثلاثة تلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا وهم اول تلاميذ اختارهم يسوع اختارهم لكي يروا فيه من خلال طبيعته البشرية الضعيفة قوته الالهية فلا يدخل بهم الشك عند ضعفه عند آلامه وعند موته، ومع هذا بطرس انكر يسوع، يعقوب هرب، ولم يبق سوى يوحنا وحده مع مريم ام يسوع عند أقدام الصليب ومن آلام مريم وآلام يوحنا كانت امومة مريم للبشرية كلها حين قال:"يا امرأة هذا ابنك ويا يوحنا هذه امك"، فكان كل واحد منا وكل الذين يأتون بعدنا ابناء لمريم هذا هو معنى التجلي لألوهية يسوع التي تظهر من خلال ضعف طبيعته، هو إنسان مثلنا لكنه اله قوى وقدير".
تابع: "ماذا يقول لنا يسوع؟ إنه يقول لنا عندما نكون في حالة النعمة بدون خطايا نحن نتجلى في نظر الرب مثل يسوع، الطوباويون والقديسون ، فالطوباوي اسطفان الدويهي الذي احتفلنا بتطويبه هو يشع ببراءته وبقداسته لان يسوع يقول في الإنجيل "حينئذ يتلألأ الأبرار كالثلج كالشمس في ملكوت ابي" ويقول لنا الرب في إنجيل اليوم أننا كلنا مدعوون لكي تلألأ فينا جمال وبهاء صورة الله من خلال النعمة التي نحن فيها وهذا هو عمل النعمة في الإنسان التي تظهر بعد الموت وتظهر بالقديسين عند مماتهم مثل الطوباوي الدويهي يوم وفاته في 3 أيار 1704 تجلى ابيض كالثلج لانه ولد يومها في السماء وهذا هو عيده، ومنذ ذلك الحين هو طوباوي ولكن الدعوى تقدمت مؤخرا وهذه معاملات تجريها الكنيسة ولكنه منذ 1704 يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب".
اضاف: "يقول لنا أيضا ان مريم العذراء الكلية القداسة لم نر ابدا تجلي صورة الله فيها، لكنها في السماء، بنفسها وجسدها، مشعة كالشمس في ملكوت الآب وهذا مصيركل واحد منا، هذا هو معنى عيد التجلي الذي هو عيد الرب يسوع لكنه عيد كل مسيحي عندما نعيش في حالة النعمة فندرك ان بهاء صورة الله تتجلى فينا وتظهر ساعة موتنا عندما نحضر امام الله. ومع هذا كله التلاميذ شكّوا عندما رأوا يسوع مصلوباً متألماً كأنه متروك من الله وهذه طبيعة الإنسان الضعيف ولكن هذا العيد يشدنا ويقوينا لكي نحافظ على حالة النعمة فينا وعلى جمال وبهاء صورة الله فينا".