رأى مستشار الرئيس السابق العماد ميشال عون للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبوزيد «ان الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل الأسبوع الماضي في العمق الإيراني وضاحية بيروت الجنوبية، كسرت قواعد الاشتباك، وفرضت على إيران وحليفها حزب الله وقائع أمنية وعسكرية جديدة».
واوضح أبوزيد في حديث إلى «الأنباء» الكويتية، «يمكن القول ان الحرب وضعت المنطقة برمتها أمام احتمالات عدة، أخطرها اندلاع حرب شاملة لا أحد يعلم أين وكيف تنتهي، خصوصا ان المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الرئيس السابق دونالد ترامب، تحدث عن حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق».
وذكر ان «المشهدية الإسرائيلية العامة، كانت تشي بإمكانية انزلاق الاشتباكات العسكرية إلى تطورات خطيرة. والانقسامات العمودية على سبيل المثال في الداخل الإسرائيلي بين مؤيد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورافض له، لم تثن الغرب عن تقديم الدعم غير المحدود لإسرائيل، ولم تمنع الأخيرة من متابعة العمليات العسكرية في غزة وجنوب لبنان، إضافة إلى إصرارها على تسجيل انتصارات تعيد ثقة الشعب الإسرائيلي بنتنياهو، وتقيه شر ما ينتظره لاحقا من محاكمات قضائية».
وأضاف: «أصبحت الأوضاع أكثر تعقيدا، خصوصا ان إيران تعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران، تعديا صارخا على سيادتها، وتحديا مباشرا لسلطتها وهيبتها كدولة لاعبة رئيسية في المعادلتين الإقليمية والدولية، هذا الأمر شرع الأبواب أمام سيناريوهات عدة أحلاها مر، فالسيد حسن نصرالله ومرشد الثورة في إيران السيد علي خامنئي إضافة إلى عدد من المسؤولين الإيرانيين، أكدوا سقوط قواعد الاشتباك واستبدال المشهدية الراهنة بمشهدية أكثر خطورة والتهابا».
وردا على سؤال، قال أبوزيد: «لبنان لا يتحمل أي نوع من الحروب واسعة كانت أم ضيقة النطاق، إلا انه لا يستطيع في الوقت عينه ان يقف متفرجا على تدمير إسرائيل لقرى الجنوب ونزوح أهاليه باتجاه الداخل.
على صعيد آخر، وصف أبوزيد ما يجري داخل «التيار الوطني الحر» بـ «إجراءات صحية ودليل عافية، وهذا بالتالي ليس إشكالية بين رجلين كما يحلو لبعض المغرضين تسويقه، بقدر ما هو التزام بالنظام الداخلي للتيار وبآليات الاعتراض على القرارات والخيارات السياسية».
واعتبر ان فصل النائب آلان عون من «التيار» لم يتخذ «إلا بعد مداولات طويلة قوامها منح النائب عون الصديق والرفيق فرصة للتراجع عن مواقفه، إلا ان إصراره عليها حال دون وقف تنفيذ قرار فصله».
وأضاف: «الكلام بأن الرئيس عون يصفي قيادات الصف الأول من مؤسسي التيار، رخيص ولا يستحق التوقف عنده، الجنرال عون أسمى من ان يضع اسمه وسمعته وتاريخه في مصاف المغرضين، علما ان التيار ليس ملكه ولا هو ملك رئيسه الحالي جبران باسيل، إنما هو ملك الناس وحدهم لا غير. ويبقى السؤال الكبير: لماذا الأضواء مسلطة فقط على التيار الوطني الحر بحيث تتناوله وسائل الإعلام في كل شاردة وواردة، فيما تغض الطرف عن بقية الأحزاب التي تفصل النائب والوزير لمجرد تغريدة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي؟».