أشار النّائب ابراهيم كنعان، إلى "أنّني لم أكن أرغب بالحديث الإعلامي، ولكن بعدما أثار المستغربون الأمور الحزبيّة إعلاميًّا، بات لزامًا أن أوضّح الأمور على رغم توجيه المدفعيّة تجاهي حتّى قبل أن أتكلّم".
وركّز، في مؤتمر صحافي، على "أنّنا تيّار وطني سياسي وُلد من رحم وطن عانى من الوصاية والإقطاعيّة والدّيكتاتوريّة، فالتقينا على واجب تحريره وإصلاحه وتغييره بقيادة قائد ملهم أَلهمنا فألزمنا، لنتشارك وإيّاه مسيرة الحرّيّة والكرامة والالتزام بقضايا الوطن، من منطلق وطني لا طائفي ولا حزبي"، لافتًا إلى "أنّنا وإن كنّا قد انتظمنا في ما بعد في إطار حزبي، إلّا أنّ مبادئنا لم تتغيّر، فللوطن الأولوية على كل تنظيم سواه، وإلا فأين نمارس عملنا الحزبي إذا ضاع الوطن؟".
وشدّد كنعان على أنّ "المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور التيار ووحدته وثقله النيابي. وهذا ما أعتبر نفسي مؤتمناً عليه، وتاريخي وممارستي شاهدان على ذلك"، مذكّرًا بـ"أبرز محطتين في المسار الذي اعتمدته في حياتي السياسية والحزبية: أوّلًا الانتخابات الحزبية في العام 2015، ومبادرتي التي أخرجت التيار من حالة الانقسام الحاد التي كان يمكن أن يصل إليها، وأدت إلى تزكية رئيسه النّائب جبران باسيل بالتنسيق مع رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون".
وأوضح أنّ "المحطّة الثانية هي الانتخابات الرئاسية في العام 2016، وقيامي على المستوى المسيحي في العام 2015، بمسعى أوصل إلى اتفاق مسيحي- مسيحي بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، وأدى إلى انتخاب عون رئيساً للجمهورية".
وأكّد أنّ "الشرذمة طريق النهاية والانهيار. ولنا في تاريخ الأحزاب اللبنانية أكثر من دليل على ذلك، إذ ما من بيت ينقسم على ذاته إلا ويخرب. وإذا كان من حقّ القيادة أن تسهر على تطبيق النظام الداخلي للتيار، فمن حقّ القاعدة القلقة ولديها ملاحظات أن يسمع صوتُها، في سياق مقاربة الهدف الاساس، ألا وهو مصلحة التيار وتطورّه"، معتبرًا أنّ "القلق عند القاعدة، لا يعالج بالتجاهل والتمسّك بالنصوص، بل بالحوار والتفهّم والتواصل الهادئ، لأن الشرخ -أي شرخ من أي جهة أتى- سيضرّ بالتيار وبمبادئه ويؤذي نضاله ويتنكر لتاريخه".
كما وجّه كنعان دعوة إلى "حوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة، والتضامن والوحدة من جهة أخرى"، معلنًا أنّ "لذلك وعمليًا، أقترح الآتي:
1- التراجع عن كلّ المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية.
2- وقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد.
3- إعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب ان يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه، وهو برأيي الالتزام بنهج التيار ومبادئه أولا" قبل أي أمر تقني أو نظامي أو شكلي آخر، لأن المبادىء تعلو فوق النظم الإدارية.
4- الالتزام بالقرارات الحزبية وفقاً لآلية ديموقراطية واضحة وشفافة تتخطى الشكليات، إلى المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار على حد ما قال قداسة البابا فرنسيس عن السينودوسية بأنها: "أن "نسير معاً" لأن لا أحد يمكنُه أن يدّعي معرفةَ الطريق لوحده ولا أن يدّعي أنه يعرفُ الهدف... وبمعنى آخر، معاً يمكنُنا أن نعرفَ الطريقَ وإلى أين نسير".
5- عودة الجميع إلى المؤسسة الحزبية والمشاركة في اجتماعاتها وعقد خلوة للتكتل النيابي تضع الخطوط العريضة للأولويات السياسية والوطنية في المرحلة المقبلة كما اعتدنا عليه منذ نشأتنا (2005- 2018)".
وأضاف: "للسائل عن توقيت المبادرة، وأسباب طرحها اليوم، وعدم القيام بها من قبل، فأحيله على كتابي الموجه لرئيس التيار في 10 نيسان 2024 بعيد فصل النائب الياس بو صعب، واللقاءات التي تبعته وسبقته دون أن يكتب لهذا المسعى النجاح".
وتطرّق كنعان الى بعض ما يرد في الإعلام وعلى صفحات وسائل التواصل الإجتماعي، حيث أشار إلى أنّ "الثوابت الوطنية والإصلاحية والسيادية التي ساهمنا بها جميعاً لاسيما أنا مع الرئيس المؤسس، هي السقف الأول والأخير لي على المستوى الشخصي أو لنا على المستوى الجماعي أينما كنت أو أينما كنا. وهذا يشمل الزملاء الذين فصلوا أو استقالوا وكل كلام آخر لا يعدو كونه محاولات خبيثة من قبل البعض لاستغلال الوضع الداخلي الحالي للتيار والاصطياد في الماء العكر".
وقال إن "لبنان بحاجة لخرق سريع في جدار الفراغ الرئاسي وأي محاولة لتشكيل تحالف وطني عريض مسيحي إسلامي مرحب به بمعزل عن الانتماء الحزبي، لا بل، فإن المطلوب مشاركة كل الأحزاب بهذا المسعى، إذا قدّر له أن يبصر النور، لأن الوطن قبل الحزب وفوقه. للأمانة أقول لم يخرُج أحد من التيار إراديًا، أكان فصلاً أو استقالة. وكلّ الزملاء المعنيين بهذا الأمر قد صرّحوا علناً أو بالمراسلة، بعدم رغبتهم بالانفصال".
وأوضح أنّ "مسألة المقاعد النيابية والوزارية والرئاسية، لم تكن يوماً في حساباتي، لا بالأمس ولا اليوم ولا في المستقبل. وتاريخي شاهد على ذلك في مرحلة النضال، داخل لبنان وخارجه، للسيادة لا المناصب، وصولاً الى الحكومات التي تمثّل فيها التيار، حيث لم أتولَّ أية حقيبة وزارية على مدى تسع عشرة سنة تميزت بالعمل الرقابي والتشريعي"، وختم كنعان قائلا "يحضُرني ما قاله الرئيس العماد ميشال عون في كتابه "ما به أؤمن": "الفشل هو في عدم المحاولة، وليس في عدم النجاح"، وبناء عليه، نداء اليوم، محاولة جدّية، آمل من المعنيين تلقفَها، فننجح بالبقاء موحدين...لأن قوِتنا بوحدتنا... ليبقى التيار الوطني الحرّ موحدا وقويا".
ورداً على سؤال عما يقوله لميشال عون أجاب كنعان: "مش أنا بقلّوا هوي بقلّي"، وعن طلب الاستقالة منه قال كنعان: "ما حدن بيطلب مني أنا بطلب من حالي. وكل شيء بيرخص قدام وحدة التيار".