يصرّ الاسرائيليون على تحقيق انجاز عسكري برّي جنوب لبنان، لأن الاستهدافات الجوية التي قاموا بها لم تستطع ضرب البنية العسكرية لحزب الله، رغم كل النكسات التي تعرض لها الحزب، وخصوصاً بعد ضرب قيادته. كما ان تل ابيب ترغب في تخريب الأنفاق التي يستخدمها حزب الله، تحت عنوان "فرض الاستقرار للمستوطنين في شمال إسرائيل".
الاّ ان المتابعين يعتبرون ان الرغبة الاسرائيلية في الدخول البرّي نحو الأراضي اللبنانية هو لفرض وقائع ميدانية وسياسية جديدة تجاه لبنان. لكن تل ابيب لم تحدّد مسار ولا جغرافية المعركة البرّية، لسببين:
اولاً، سيتقدم الجيش الاسرائيلي نحو نهر الليطاني في حال استسهل الدخول نحو لبنان، وهو ما يبدو صعب التحقيق عند الاسرائيليين، بدليل رصد قدرات الحزب حالياً في استهدافه تل ابيب بصواريخ باليستية، واستيعاب الحزب صدماته، والعودة إلى الميدان بقوة مفاجئة، والاستعداد لقتال برّي شرس سيكلّف الإسرائيليين اثمان باهظة، كما توحي مجريات الميدان الحدودي الجنوبي الآن.
ثانياً، سيعلن الجيش الاسرائيلي الاكتفاء بخطوات محدودة، على شكل جيوب في الأراضي اللبنانية، في حال وجد صعوبة بإجتياح جنوب لبنان. وسيقول حينها انه دخل لتدمير الانفاق الحدودية فقط، وعاد إلى اسرائيل.
يرفض الاسرائيليون كل الجهود الدبلوماسية حالياً قبل تنفيذ عملياتهم البرّية، بل تريد تل ابيب استخدام ورقة البر في اي مفاوضات آتية، وهو ما تبناه الاميركيون في الساعات الماضية، وسيقول رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو حينها انه ازال المخاطر عن المستوطنين، وهو ما وعدهم به منذ اول الحرب.
بالنسبة إلى حزب الله، سيقاتل بشدة في مواجهات برّية، لسببين: انتقاماً لاستهداف قيادته، وتحديداً الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ولأنه يخوض معركة وجود في وجه اسرائيل.
لذلك، فإن الايام المقبلة حاسمة في مواجهات البر، قبل الدخول مجدداً في مسار دبلوماسي اعلن فيه لبنان عبر رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاستعداد لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ وارسال الجيش اللبناني إلى الانتشار جنوباً