حيّا رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​، لمناسبة السّادس من أيّار، "ذكرى شهداء ​لبنان​ الأبرار، كل الشّهداء، لاسيّما أولئك الّذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن وترابه المقدّس"، مشيرًا إلى "أنّنا نقف اليوم مستذكرين تضحياتهم الجسام الّتي سطّرت بالدّم صفحات مجد في تاريخ لبنان القديم والحديث".

وذكر أنّ "لبنان قد كان، عبر تاريخه الطّويل، ساحةً للصّراع والمواجهة، وكان أبناؤه دائمًا في طليعة المدافعين عن كرامة الوطن وسيادته واستقلاله. وفي كل مرحلة من مراحل التّاريخ اللّبناني، كان هناك رجال ونساء، مدنيّين وعسكريّين، يقدّمون أرواحهم ليبقى لبنان حرًّا أبيًّا".

واعتبر الرّئيس عون أنّ "ذكرى الشّهداء ليست مناسبةً للحزن فقط، بل هي فرصة لاستلهام القيم النّبيلة الّتي عاشوا وماتوا من أجلها. إنّها مناسبة لتجديد العهد والوفاء لتلك الدّماء الزكيّة الّتي رَوت تراب هذا الوطن"، مركّزًا على "أنّنا نستذكر اليوم شهداء الصّحافة اللّبنانيّة، أولئك الفرسان الّذين حملوا قلمًا بيد وكاميرا باليد الأخرى، ليكونوا شهودًا على الحقيقة وناقلين لها إلى العالم. هؤلاء الّذين واجهوا الموت بشجاعة، ليصل صوت لبنان وصرخته إلى كل أرجاء المعمورة".

ولفت إلى أنّ "العديد من الصّحافيّين قد سقطوا شهداء لاسيّما خلال الحرب الإسرائيليّة على لبنان، وهم يؤدّون واجبهم المهني بكل أمانة وشرف. لم تثنهم القذائف ولا الغارات عن نقل الحقيقة كما هي، فكانوا بذلك سفراء الوطن إلى العالم في أحلك الظّروف وأصعبها".

كما أكّد أنّ "شهداء الصّحافة اللّبنانيّة هم رمز للكلمة الحرّة الّتي لا تنحني أمام الظّلم والعدوان، ورمز للإرادة اللّبنانيّة الصّلبة الّتي تأبى الخضوع والاستسلام. وإنّ تضحياتهم ستبقى منارةً تضيء طريق الحرّيّة والكرامة لكل اللّبنانيّين".

وشدّد الرّئيس عون على أنّ "أفضل وفاء لشهدائنا هو في الحفاظ على وحدتنا الوطنيّة وتماسك نسيجنا الاجتماعي، وفي العمل الدّؤوب لبناء وطن يليق بتضحياتهم، وطن قوي منيع يحمي أبناءه ويصون كرامتهم"، خاتمًا: "إنّنا نعاهد شهداءنا الأبرار، ومنهم شهداء الصّحافة اللّبنانيّة، أن نبقى أوفياء للقضيّة الّتي استشهدوا من أجلها، قضيّة لبنان الحر السيّد المستقل. ونعاهدهم أن نواصل النّضال من أجل لبنان الّذي حلموا به، لبنان العدالة والمساواة والكرامة".