صدر العدد الجديد لمجلة "الأمن" التي تصدرها مديرية قوى الأمن الداخلي بعنوان "الاستحقاق الكبير والإنطلاقة الجديدة" وجاء في افتتاحية العدد:
"كما تُبنى البيوت على أساس متين منتظم، كذلك الأوطان لا تنهض إلا إذا كانت أساساتها متينة منتظمة، ويشارك في بنائها أبناؤها يدًا بيد، وقلبًا على قلب.
القرية، البلدة، المدينة، هي أوطان مصغَّرة بكل من فيها وما فيها من بشر وحجر، وحقٌّ وواجب أن يسهم أهلها في تنظيم أمورها، وتنفيذ المشاريع التي تعود على قاطنيها بالمنفعة الفردية والجماعية.
من هنا، تأتي الانتخابات البلدية والاختيارية لتعيد الحياة إلى دورتها المعتادة بعد جمود فرضته على كثير منها أزمات متلاحقة، وحروب متواترة، وضعف الإمكانات، وشح الإيرادات، فضلًا عن حل عدد كبير من المجالس البلدية إما بسبب الوفيات أو الاستقالات.
ولا ريب في أن عهد الإصلاح والنهوض الذي انطلق مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وما أطلقه في خطاب القسم، ثم تشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، وما تضمنه البيان الوزاري، يشدد دومًا على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل لبنان، مهما قست الظروف، لأن في تجديد هذه المجالس تفعيل الحياة على مستوى المدن والبلدات والقرى، وعودة المشاريع التي تنهض بالمجتمع المحلي.
ومن هنا كان دأب وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجَّار على متابعة كل شاردة وواردة تتعلق بهذه العملية الديمقراطية الوطنية، مشددًا على توفير كل المتطلبات الضرورية لكي تُجرى في أجواء من الأمن والأمان.
إنه زمن النهوض بلبنان، من قاعدته إلى قمته، بعزيمة واحدة لا تلين، وإيمان ويقين بأن هذا الوطن عائد إلى مجده ولو بعد حين.
وكتب رئيس تحرير المجلة العميد الركن شربل فرام عن الاستحقاقات الكثيرة التي يشهدها الوطن، فقال:
"استحقاقات كثيرة يشهدها الواقع اللبناني في المرحلة الجديدة التي يمرُّ بها.
تتوالى الاستحقاقات بنجاح، وهذا ما يؤشّر إلى إرادة جامعة بالانتقال إلى ضفَّة الأمان.
أمانٌ منشودٌ بعد أحداثٍ كبيرة لوَّنت مشهدَ الأمس القريب بكلِّ تداعياته ومآسيه.
انتهى زمنُ التمنيات والاستعطاف، وبدأ زمنُ الإقدام والمصارحة.
انتهى زمنُ المراهقة والمناكفات، وبدأ زمنُ الجديَّة والأفعال.
استحقاقاتٌ كثيرة، مرَّ بعضٌ منها، وينتظرنا بعضٌ آخر.
هي مرحلةٌ جديدة ورؤيةٌ جديدة بأهدافها الواعدة.
الإصرار والعزيمة عنوانان رئيسان لغد مشرق ومزدهر.
ولا يمكن تحقيق ذلك سوى بالتكاتف والتضامن من أجل المصلحة العامة.
التحديات كبيرة أمام ما يحصل في المحيط القريب وينذر بتغيّرات وتبدُّلات.
من هنا، علينا أن نكون واعين ومتنبِّهين حتى لا تنتقل أية شرارة إلى سهلنا فتحرق المحاصيل وتحرق الأحلام.
انتهى زمن المراهنات والارتهانات التي كلّفت البلد دماءً ودموعًا.
انتهى زمن الديماغوجيَّة والتلاعب بالعقول والمصائر.
انتهى زمن الضياع في الوحول وزمن امتهان الانتحار.
اليوم لدينا فرصة قد لا تتكرَّر بعدما أضعنا فرصًا كثيرة في الماضي بوعي منَّا أو بغفلة عنَّا.
اليوم لدينا استحقاق كبير..استحقاق الخلاص".