أكدت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها أنّ آلاف النازحين الذين فرّوا من الهجوم الواسع الذي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في أوائل نيسان 2025، وصلوا إلى منطقة طويلة في أوضاع إنسانية متدهورة، وسط تصاعد القتال في مدينة الفاشر شمال دارفور.

وتشهد طويلة تدفّقًا مستمرًا للنازحين منذ منتصف نيسان، ما أدى إلى اكتظاظ الحقول المحيطة بالبلدة بعشرات آلاف الأشخاص الذين أقاموا ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى المقوّمات الأساسية، في وقت تعاني فيه المنطقة من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وذكرت المنظمة أنّ مستشفاها في طويلة استقبل أكثر من 770 جريحًا خلال ثلاثة أسابيع، بينهم 138 طفلًا و187 حالة حرجة، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية أو شظايا. كما ارتفع معدل إدخال الأطفال إلى مركز التغذية العلاجي في المستشفى إلى عشرة أضعاف، وهو ما يعكس خطورة الوضع الغذائي المتدهور في مخيم زمزم المصنف كموقع يعاني من المجاعة منذ آب 2024.

وحذّرت المنظمة من انتشار محتمل لمرض الحصبة في مواقع النزوح، إذ عالجت فرقها أكثر من 900 حالة يُشتبه بإصابتها بالمرض منذ شباط، وأطلقت حملة تطعيم استهدفت 18 ألف طفل. لكنّ فرق المنظمة رصدت مؤخرًا حالات جديدة بين الأطفال الوافدين من زمزم.

وفي مواجهة هذا الوضع، كثّفت أطباء بلا حدود جهودها من خلال تقديم أكثر من 16 ألف وجبة يوميًا عبر دعم المطابخ المجتمعية، وتوفير 100 ألف لتر من المياه النظيفة، إلى جانب خطط لبناء مئات المراحيض.

ودعت المنظمة وكالات الأمم المتحدة إلى تعزيز وجودها الميداني ورفع مستوى الاستجابة الإنسانية بما يتناسب مع حجم الأزمة واحتياجات عشرات آلاف النازحين المتكدسين في مواقع تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.