أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنّ "المسؤولين اللبنانيين يتابعون باهتمام المستجدات الإقليمية، ويعكفون على قراءة سبل التعاطي معها بما يبقي البلد في دائرة الاهتمام بعيدا من أي ردات فعل سلبية، مع إبداء كل تعاون مع الإرادة الدولية، سواء على المستوى السياسي- الأمني، أو على المستوى الإصلاحي".
وذكرت مصادر نيابية بارزة لـ"الأنباء"، أنّ "لبنان يتعرض لضغوط على خطين: دبلوماسي من خلال المطالبة بتسريع الخطى نحو نزع سلاح "حزب الله" وسائر القوى من لبنانية وغيرها، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، إلى ضغوط عسكرية من خلال تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية التي أصبحت شبه يومية".
ولفتت إلى أنّ "رئيس المجلس النيابي نبيه بري يكرر أمام زواره المحليين والدوليين الموقف نفسه منذ وقف الحرب في 27 تشرين الثاني 2024، لجهة تمسك لبنان باتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية، وخصوصا القرار 1701"، مبيّنةً أنّ "بري يؤكد ان "لبنان لن يخضع لأي ضغوط تدفعه نحو اتخاذ خطوات باتجاه التطبيع، أو أي إجراء آخر خارج قرارات الأمم المتحدة واتفاق الهدنة، مع التشديد على التعاون مع القوات الدولية، وان لبنان الذي واجه ضغوطا وتحديات على مدى العقود الماضية، بقي متمسكا بثوابته الوطنية من دون ان يتراجع عنها". وكرر بري عبارته الشهيرة: "من يصبر كثيرا ينتصر أخيرا".
إلى ذلك، رأت المصادر أن "دائرة الرفض للخضوع لما يسميه البعض إملاءات خارجية، تتسع لبنانيا، مع الحفاظ على المصلحة الوطنية والمعالجة الدبلوماسية بما يحفظ حق لبنان، ولا يشكل في الوقت عينه تحديا للإرادة الدولية"، مشيرةً إلى "الموقف الأخير للرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في لقائه مع حزب "الكتائب اللبنانية" وشخصيات في "بيت المستقبل" في بكفيا، بالدعوة إلى التريث في الذهاب نحو التطبيع في ظل الموازين الداخلية الحالية".
وأكّد نائب ناشط يعمل على خط: بعبدا (القصر الجمهوري)- عوكر (السفارة الأميركية)- عين التينة (مقر رئيس مجلس النواب)، لـ"الأنباء" أنّ "الإجماع الداخلي على رفض التطبيع مع إسرائيل، لا يسقط الاختلاف على ضرورة نزع سلاح "حزب الله" وتسريع الخطى في هذا الشأن، من دون الغرق في الخشية من التهديد بتفلت الأوضاع داخليا".
وكشف عن "تسريع إيقاع مناقشة نزع السلاح بعيدا من الإعلام"، مركّزًا على أنّ "المسؤولين الكبار في الدولة يجهدون لإقناع المترددين بضرورة تلقف اللحظة الإقليمية والدولية، والتغييرات المقبلة عليها المنطقة، وإخراج لبنان من عنق الزجاجة، وجعله في منأى عن بازارات تقاسم الحصص". وتناول ما سماه "تحركات أوروبية لرئيس الجمهورية، الذي يعول على الدور الفرنسي المؤيد لوجهة النظر اللبنانية في ملفات عدة، في طليعتها الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب".