أشار الوزير السّابق جورج كلاس، إلى "أنّني عايَنتُ في خلال مهامي الأكاديميّة على مدى ثلاثين عامًا، وعانَيتُ في خلال مهامي الوزاريّة كوزير للشّباب والرّياضة في حكومة "معًا للإنقاذ" (2021- 2025)، وعشت مشاكل الشّباب وشهدتُ انتظاراتهم وراقبت تطلّعاتهم بإهتمام وحذر، مواكبًا لقلقهم وخائفًا معهم على مستقبلهم ومستقبل الوطن، من دون أن أقوى على مجاسرة الواقع، أو مناهضة نفسي للمواظبة على تشجيعهم وزرع الأمل في نفوسهم وبث النّخوة في هِممهم؛ رغم قناعتي أنّي لم أقدر على إقناعهم بأنّهم هم المستقبل وأنّ المستقبل لهم".
ولفت في بيان، إلى "أنّني أعترف بثقة أنّني عايَنْتُ وعانَيْتُ من قضايا تواجه الأجيال الشّابة في مجتمعٍ انحَرَفت فيه التّعدديّة الدّينيّة إلى تشظيات إحباطيّة وتيئيسيّة قاتلة، انعكست بحدّة على آمال الشّباب الّذين كانوا يتطلّعون إلى الوطن بريبة، ويحملون في نفوسهم جينات السّفر والانتشار والإغتراب، ورأسها الهجرة، بما تعنيه من ظلمة التّرك وظلام الغد؛ وكأنّهم يعيشون على أرض أشبه برصيف انتظار وليس في وطن".
وأوضح كلاس أنّ "في خلال مهامي الوزاريّة، رافقت الشّباب في أنشطتهم الكشفيّة وواكبت ميدانيّاتهم المجتمعيّة الّتي يجمعها شرف القَسَم، وتبصَّرتُ فيهم روح المسؤوليّة وإرادتهم في تقديم نموذج مختلف للعيش والخدمة وبناء الجسور بين الجماعات والمناطق والأجيال".
واعتبر أنّ "أبهى تجلّيات هذه الاندفاعيّة، ظهرت بقوّة من خلال الحراك الاندفاعي الشّبابي للانخراط والمشاركة الفعليّة بالعمليّة الانتخابيّة البلديّة والمختاريّة، يحمكهم الوعي والرّغبة بالتّأكيد على خيار الدّولة والإسهام بتكوين وإدارة السّلطة الإنمائيّة، وخدمة المجتمع من خلال ظاهرتَين لافتَتين، ظاهرة الشّعور بالواجب وتحمّل المسؤوليّة، وظاهرة تأكيد الحضور الشّبابي كقوى تطويريّة ورؤى مستقبليّة تنظر إلى الغد بثقة ووطنيّة تكامليّة واعدة".
كما ركّز على أنّ "مسؤوليّتنا أن ننظر بتقدير إلى هجمة الشّباب على التّرشيحات مرفقة ببرامج، واعتبارها لمعات رجاء ماحية كل خوف من إنكفاء الشّباب عن دورهم الوطني، ومخفّفة من وهم الهجرة القاتل. هذا ما أراه، كمواطن ووالد وجدّ، وهذا ما أرتاح له بأنّ شبابنا هو نوعيّات من القيم الّتي تحجز لها مطارح تستحقّها في صدارة الوطن و غده".
وشدّد كلاس على أنّ "من عجائب لبنان، أنّ الشّباب، رغم ما تعرّض له الوطن ولا يزال من اعتداءات إسرائيليّة تدميريّة ومجازر، يقتحمون بترشيحاتهم خطوط النّار، ويخوضون معموديّات النّضال السّلمي، ليثبتوا أنّهم لا ينظرون إلى الانتخابات كعمليّة اختباريّة ولا كمحاولة تجريبيّة، بل يُقْدِمون بقناعة اندفاعيّة أنّهم يتدرّجون في محاكم السّلطة المحليّة، ليرتقوا بالمسؤوليّة والاختصاص والخبرة؛ وأنّهم قادرن وقادرات على الارتقاء بالمجتمع من رتبة المعرفة النّوعيّة إلى مرتبة المواطنة الصّح".