أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة تقترب من افتتاح شهرها العشرين، دون أن تظهر مؤشرات توحي بإمكانية الوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعانيها أهل القطاع بسبب سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها إسرائيل، لافتة إلى أن ذلك دفع جهات عديدة إلى توجيه انتقادات لاذعة لتلك السياسة التي يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على مواصلة اتباعها.
ورأت أن اللافت هنا أن هذه الانتقادات وصلت إلى حزب "الليكود" نفسه الذي يتزعمه نتانياهو، حيث بدأت أصوات عديدة تشير إلى أن هذه الحرب التي يواصل الأخير شنها لن تحقق أهدافها في النهاية، بل إن كُلفتها سوف تكون أعلى بكثير على إسرائيل التي تتعرض لضغوط داخلية ودولية قوية، في ظل تزايد حالة الاستياء في الداخل الإسرائيلى بسبب إطالة أمد الحرب دون تحقيق أهدافها المعلنة، بالتوازي مع تزايد المطالب التي تتبناها دول العالم المختلفة بضرورة وقف الحرب، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تمخضت عنها، موضحة بعض هذه الدول بدأت تهدد إسرائيل باتخاذ إجراءات مضادة في حالة إصرارها على المضي قدماً في عملياتها العسكرية.
وتحدثت عن خلاف نشب داخل الكنيست بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس والنائب عن حزب "الليكود" عميت هاليفى، الذي قال إن عملية عربات جدعون التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، بما في ذلك التوغلات الواسعة المتوقعة والهجمات العنيفة، لن تؤدي إلى إخضاع حركة حماس أو القضاء عليها"، مضيفاً أنه "لا يفهم شيئاً، لأن إسرائيل تخوض حرباً منذ عشرين شهراً بخطط فاشلة، لكنها لا تنجح في تدمير حماس".
وأشارت إلى أنه بالتوازي مع ذلك، قال الناشط اليساري جيرشون باسكين إن "نتانياهو يواصل الحرب ويمنع عمداً التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، وهو يتصرف في هذا الصدد انطلاقاً من اعتبارات سياسية داخلية وليس رغبة في إنهاء الحرب"، بما يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ما زال يوظف العمليات العسكرية داخل القطاع من أجل تعزيز موقعه السياسي في مواجهة الضغوط التي يتوقع أن تتصاعد حدتها ضده في المرحلة القادمة، بصرف النظر عن الانعكاسات التي يفرضها ذلك على المستويات المختلفة، على نحو يعني أنه يحارب طواحين الهواء في غزة.