على وقع سُقوط عشرات القتلى الفلسطينيين، نتيجة ​التصعيد العسكري الإسرائيلي​ الهستيري في ​غزة​ المنكوبة، وفيما أعلن الدفاع المدني هُناك، مقتل 22 فلسطينيا، في ضربات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع "منذ فجر الأحد"، التقى وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الفلسطينية في يريفان الاثنين، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في وقت عُقد لقاء في مدريد، في شأن الوضع في غزة، هُو الثالث بعد لقاءي باريس ونيويورك.

وفيما تستمرُ "إسرائيل بارتكاب المزيد من "المحرقة"... كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الإدارة الأميركية طلبت من "إسرائيل"، في الأيام الأخيرة، تأجيل عمليتِها العسكرية واسعة النطاق، في قطاع غزة، لإعطاءِ الفرصة للمُفاوضات في شأن اتفاق لإطلاق المُحتجَزين.

وأما دول العالم الغربي والعربي فما زالت تدفع في اتجاه حل الدولتين.

وقد أجرى بارو، مُحادثات مع وزيرة الدولة الفلسطينية فارسين أغاباكيان شاهين، وفق وزارته التي أشارت الأحد، إلى أن اللقاء "يأتي قبل شهر من المؤتمر الذي ترأسه فرنسا والسعودية في شأن ​القضية الفلسطينية​".

وتزامنا، قال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ "حماس"، إن "​الجيش الإسرائيلي​ يفرض سيطرته الفعلية على 77 في المئة من قطاع غزة"، وهو شريط ساحلي ضيق ويبلغ عدد سكانه 2،4 مليون نسمة، علما أن أكثر من ثلثيهم من اللاجئين.

لا ملامح لهُم!

إعترف "الجيش الإسرائيلي"، بقصف "عدد من المُشتبه بهم الذين تم رصدهم وهم ينشطون في مبنى بالقُرب من قُواته. وأضاف أن "منطقة خان يونس هي منطقة حرب خطرة"...

وتابع أن "الادعاء المتعلق بالضرر الذي لحق بمدنيين غير متورطين هو قيد المُراجعة". وكان الجيش أصدر تحذيرا بإخلاء خان يونس.

وفي مأساة ضمن مئات المآسي... روَت سهر النجار، لـ "وكالة الصحافة الفرنسية"، أن شقيقتها آلاء بعدما عملت بالقصف، "ذهبَت ركضا إلى المنزل، ووجدته قد دُمر بالكامل فوق رؤوس أطفالها وزوجها، وقد تحول المنزل إلى كومة أحجار".

وفي خيمة ازدحمت بالمُعزين، جلست آلاء، طبيبة الأطفال المعروفة في مدينتها، وهي ما زالت "تحت تأثير الصدمة الهائلة"، وتُحيط بها نساء بدا عليهن الحزن الشديد، فيما تُسمع أصوات انفجارات ناتجة عن القصف الإسرائيلي المُتواصل.

وقالت سهر التي ارتدت عباءة سوداء وهي تبكي "تسعة من الأولاد كانوا مُتفحمين، محروقين، والطفل العاشر ووالده في حالة حرجة".

وعن هول المشهد قالت: "لم أستطِع أن أرى أطفال أختي في أكفان... صدمة كبيرة، لم أتعرف إلى أي منهُم، ولا ملامح لهم من شدة الحروق... إنها مأساة كبيرة".

إن غزة باتت اليوم خالية من أي مكان آمن، و"بات الموت أرحم من العذاب".

"المُشاغلة" اليمنية

والأد الماضي، دوت صفارات الإنذار في القدس، حيث أفاد صحافيون في "وكالة فرانس برس" بسماعها، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن.

وقال "الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي"، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر حسابه على "تلغرام": "متابعة لتفعيل الإنذارات قبل قليل في عدد من المناطق داخل البلاد، تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن".

وتبنى الحوثيون في اليمن، من جهتهم، إطلاق الصاروخ.

وقال الناطق باسمهم يحيى سريع عبر منصة "تلغرام": "نفذتِ القوة الصاروخية في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطارَ اللُّد (بن غوريون)… بصاروخ باليستي فرط صوتي".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وأدى الى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق وسط إسرائيل. وقد تبنى الحوثيون في اليمن مُجددا، إطلاق الصاروخ.

وقال الناطق باسمهم يحيى سريع إنه تم استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي، مشيرا إلى تنفيذ عملية مزدوجة بمسيرتين استهدفتا "هدفين حيويين في يافا وحيفا المحتلتين".

والإثنين الماضي، أعلن الحوثيون "بدء العمل على فرض حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي، محذّرين السفن المتّجهة إلى هذا المرفق من أنه بات "ضمن بنك الأهداف".

ومنذ اندلاع الحرب بين "إسرائيل" و"حماس" في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول 2023، نفذ الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ "الدولة العبرية"، وضدّ سفن في البحر الأحمر، يقولون إنها على ارتباط بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للحركة الفلسطينية.