أشار وزير المهجّرين ووزير الدّولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذّكاء الاصطناعي كمال شحادة، إلى أنّ "قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمي تقدَّر بـ200 مليار دولار، ويُتوقَّع أن تنمو عشر أضعاف مع العام 2030 لتصبح 1,85 تريليون دولار أميركي، في مؤشّر على سرعة نمو هذا القطاع".
ورأى، في محاضرة تحت عنوان "كيف سيؤثّر الذّكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف وسوق العمل"، خلال حفل الاستقبال السّنوي 14 الّذي أقامه مكتب شؤون الخرّيجين بالتّعاون مع قسم خدمات التّطوير المهني في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة (LAU)، لشبكة خرّيجي الأعمال في الجامعة، أنّ "لبنان قادر على استعادة دوره الرّيادي خلال 5 أو 6 سنوات على المستوى الاقتصادي، وأيضًا في قطاعات التّعليم والرّعاية الطّبيّة والخدمات وخصوصًا في قطاع البرمجة، إذا قام بما عليه من تحضيرات من خلال استراتيجيّة (LEAP)، مع الأخذ في الاعتبار تعدديّة اللّغات والثّقافات لدى اللّبنانيّين، وتميّزهم بروح المبادرة والإبداع في حل المشكلات؛ ووجود أفضل الجامعات في المنطقة".
ولفت شحادة إلى أنّ "في كل شهر، يسافر ما بين 700 إلى 800 مهندس برمجيّات لبناني إلى الدّول المجاورة، لتقديم أحدث التقنيّات الرّقميّة. ومع ذلك، لم نمنح هؤلاء الشّباب الفرصة لتغيير الطّريقة الّتي يعمل بها هذا البلد"، مركّزًا على "أنّه وَضع مهمّةً لوزارته لبناء بلدٍ يُسخّر التّكنولوجيا الرّقميّة والذّكاء الاصطناعي، لدفع عجلة التّنمية الوطنيّة، تمكين المواطنين، تحسين الخدمات الحكوميّة، تعزيز النّمو الاقتصادي؛ وتحسين جودة الحياة".
وشدّد على أنّ "طموحه هو جعل لبنان رائدًا في مجال التّكنولوجيا الرّقميّة، من خلال: خدمات حكوميّة مدعومة بالذّكاء الاصطناعي بنسبة نحو 80 في المئة، واستطرادًا أن يكون لبنان من بين أفضل 50 دولة في العالم من حيث الجاهزيّة في هذا القطاع، وأن يمتلك صناعةً تكنولوجيّةً جيّدة التّمويل، لضمان عدم اضطرار شركاتنا التّكنولوجيّة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى لجمع التّمويل".
كما أوضح أنّ "ما بين عامَي 2014 و2022، تم استثمار نحو 150 مليون دولار في قطاع الشّركات التّكنولوجيّة النّاشئة، ولكن يبقى الهدف هو جمع 500 مليون دولار خلال 5 سنوات، لتهيئة الظّروف اللّازمة لازدهار شركات التّكنولوجيا إلى جانب رعاية المواهب، ومضاعفة القوى العاملة في مجال الذّكاء الاصطناعي، ودمجها في جميع قطاعات النّشاط الاقتصادي".
وأكّد شحادة أنّ "لبنان يحتاج إلى إرساء أسس التّكنولوجيا الرّقميّة والذّكاء الاصطناعي، مثل أطر حماية البيانات والأمن السّيبراني، بالإضافة إلى التّدريب وتطوير المهارات. كما نحتاج إلى تطوير قواعد بيانات وطنيّة لتسريع وتيرة الذّكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، إنشاء الهويّة الرّقميّة اللّبنانيّة الّتي ستُسهّل جميع العمليّات العامّة"، مبيّنًا أنّ "لدينا أعلى نسبة من قادة التّكنولوجيا في الخارج نسبةً إلى عدد سكاننا، مقارنةً بأي دولة أخرى في العالم".
وذكر أنّ "لبنان يمتلك أفضل المستشفيات في العالم، لكنّ هذا القطاع يحتاج إلى دمج التقنيّات الحديثة فيه بطريقة إبداعيّة، وتخصيص الوقت والإمكانات اللّازمة لذلك"، وخلص إلى أنّ "الأهم هو تعزيز القوّة البشريّة العاملة في الذّكاء الاصطناعي، وتحويل لبنان إلى حاضنة إقليميّة للذّكاء الاصطناعي".