لفت الرّئيس السّوري أحمد الشرع، خلال مشاركته في الفعاليّة الجماهيريّة "حلب مفتاح النّصر" الّتي أُقيمت على مدرج قلعة حلب، إلى "أنّنا نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء، هذه المدينة الّتي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة، بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصّمود"، مشيرًا إلى أنّ "في هذه المدينة كانت الثّورة صرخة صادقة وُلدت من رحم الألم، فحملها رجال صدقوا العهد وصانوا الوعد، فعملوا في الخفاء ليصنعوا المجد، فكان لهم خير أثر في معركة التّحرير".
وشدّد على "أنّني كم تأثّرت لخسارتها وكم عَزمت على استردادها، وكم حذّرني النّاس من دخولها، فقلت: ما من فتح أعظم من حلب، وما من نصر يعدلها"، موضحًا "أنّني كنت على يقين أنّ تحرير حلب هو مفتاح النّصر. هيّأنا العدّة وجهّزنا الجيوش، ولم نخض حربًا كما خضناها من أجل حلب. ومع التّوكّل على الله وبدء قوّاتنا بالزّحف نحو أسوارها، بدأت حصون العدو تتهاوى".
وركّز الشّرع على أنّ "في مثل هذا اليوم قبل عامين، قلت إنّني أراكم في حلب كما أراكم الآن، ولا نستحق هذا الدّرع إلّا إذا عدنا إلى حلب. ها نحن نفي بالوعد، عُدنا إليكم نبشّركم، ونقول ستكون حلب أعظم منارة اقتصاديّة"، لافتًا إلى أنّ "من قلب حلب، أُعلن للعالم لقد انتهت حربنا مع الطّغاة، وبدأت معركتنا ضدّ الفقر".
وتوجّه إلى أهل حلب وسوريا، قائلًا: "لقد تحرّرت أرضكم واستُعيد مجدكم، وعادت مكانتكم في الإقليم والعالم. رُفعت عنكم القيود وتخفّفت عنكم الأثقال، وزالت من أمامكم عوائق التّنمية، وها هو الطّريق أمامكم ممهَّد اليوم، فشمّروا عن سواعد الجدّ وأتقنوا العمل وتفنّنوا بالإبداع، وأروا الله والعالم ما أنتم صانعون. عمّروا أرضكم وانهضوا بمجتمعكم، وكونوا سواعد الحق وحماة الضّعفاء وسند الفقراء، وكونوا فرسان البناء كما كنتم أبطال التّحرير".
وأعلن أنّ "معركة البناء لتوّها قد بدأت. فلنتكاتف جميعًا ونستعن بالله على صنع مستقبل مشرق لبلد عريق وشعب يستحق، وستجدوننا كما عهدتمونا داعمين مخلصين، لا تكلّ عزائمنا ولا تنحني إرادتنا بعون الله. ليكن شعارنا كما رفعناه من قبل، لا نريح ولا نستريح حتّى نعيد بناء سوريا من جديد، ونباهي بها العالم أجمع".