أكّد رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​، "عمق العلاقة بين ​لبنان​ و​مصر​ المتجذّرة في التّاريخ"، مشيرًا إلى أنّ "وحدها الجغرافيا هي الّتي تفصل بين البلدين الشّقيقين". وذكّر بأنّ "أوائل المهاجرين اللّبنانيّين قصدوا مصر في الفترة القديمة، وكذلك الأمر بالنّسبة للمصريّين، ويوجود عدد من العائلات الّتي تدل على التّزاوج بين البلدين".

وشدّد، خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد الجمعيّة المصريّة- اللّبنانيّة لرجال الأعمال، على أنّ "مصر لطالما وقفت إلى جانب لبنان في عزّ أزماته السّياسيّة والاقتصاديّة، من دون أن تتعاطى في الشّأن اللّبناني الدّاخلي، إلّا من باب المساعدة وليس من باب التّآمر عليه"، مستذكرًا لقاءاته بالرّئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ كان قائدًا للجيش وحتّى يومنا هذا "الّتي إن دلّت على شيء فعلى محبّته ومحبّة المصرييّن للبنان، والتّرابط الإقليمي والأمني والسّياسي بين البلدين".

وركّز الرّئيس عون على أنّ "مصر بما تمثّله تشكّل محطّةً جامعةً، ولا تزال تتبوّأ مركزًا سياسيًّا قياديًّا في المنطقة منذ القدم، وتقوم بدورها في إطاره"، معتبرًا أنّ "دور رجال الأعمال اللّبنانيّين والمصريّين في أي من البلدين أساسي في استكمال العلاقات الثّنائيّة". وتوجّه بالشّكر إلى مصر دولةً وشعبًا، على "المحبّة العميقة للبنان واللّبنانيّين"، وإلى أعضاء الوفد بالقول "هذا ليس بلدكم الثّاني بل بلدكم الآخر".

وفي حوار مع أعضاء الوفد، أعاد التّأكيد على أنّ "الهدف الأساسي في هذه المرحلة يتمثّل في إعادة الثّقة بين المجتمع اللّبناني والدّولة من جهة، وبين لبنان والخارج من جهة ثانية"، لافتًا إلى أنّ "طموحنا إبقاء الشّباب اللّبناني في وطنهم، وتأمين الظّروف الملائمة لعودة المنتشرين منهم من خلال توفير الاستقرار السّياسي والأمني".

وإذ كشف عن "إنجاز عدد من الخطوات الإيجابيّة في خلال فترة قصيرة من عمر الحكومة، وذلك رغم الصّعوبات القائمة"، أوضح أنّ "هدفي ليس أن أنظر إلى الوراء بل إلى الأمام، بغية استكمال الخطوات الأساسيّة على طريق إعادة بناء الدّولة". وركّز على "ضرورة أن يتحلّى الجميع بالمسؤوليّة في نقل الصّورة الحقيقيّة لما يتم إنجازه"، مشيرًا إلى "أنّنا لم ننجز كثيرًا قياسًا لما هو مطلوب، إلّا أنّ ما تَحقّق حتّى السّاعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصّحيح".

وأضاف الرّئيس عون: "سيواصل غير المستفيدين من قيام الدّولة، العرقلة ومحاولة إبقاء الوضع على ما كان عليه، ليحافظوا على استفادتهم من الفساد، لكنّهم لن يؤثّروا علينا ولن نسمح لهم بإيقاف القطار الّذي انطلق. وعليكم أنتم في المقابل كلبنانيّين في الدّاخل والخارج، المحافظة على ثقتكم بهذا البلد لإعادة النّهوض به من جديد".

وشدّد على أنّ "90 بالمئة من معركتي تتمحور حول محاربة الفساد"، شارحًا أنّ "نسبةً كبيرةً من أسباب الأزمة الاقتصاديّة في لبنان تعود إليه، لأنّ بلدنا ليس مفلسًا بل مسروقًا، وعندما نحارب الفساد ونحاسب المرتكبين يبدأ وضع لبنان على سكّة إعادة ثقة الدّاخل والخارج بالدّولة".

كما أكّد "أهميّة دور القضاء في هذا الإطار"، لافتًا إلى "قيام ورشة قضائيّة بدأت بالتّشكيلات وستُستتبع لاحقًا". وأعلن "أنّه يولي اهتمامًا خاصًّا لإبقاء القضاء بعيدًا عن أي ضغوطات من أي نوع كانت". وشدّد على "أهميّة إيلاء ​القطاع الزراعي​ الاهتمام اللّازم"، مشيرًا إلى أنّ "الرّؤية موجودة في هذا الإطار". ودعا اللّبنانيّين إلى أن "يشتبّثوا بدورهم بالأرض وبجذورهم"، داعيًا أيضًا أعضاء الوفد إلى "الاستثمار في لبنان ومساعدته على قدر محبّتهم له".

من جهته، أوضح رئيس الجمعيّة فتح الله فوزي محمد، أنّ "الجمعيّة المصريّة اللّبنانيّة لرجال الأعمال تمثّل جسرًا صلبًا ومتواصلًا بين بلدين شقيقين يجمعهما التّاريخ والمصير"، داعيًا أن "يشهد عهد الرّئيس عون مرحلةً جديدةً من الاستقرار والازدهار، يعبر فيها لبنان من الأزمة إلى الأمل، ومن التّحدّيات إلى البناء والنّهوض".

وذكر أنّ "الجمعيّة كانت على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، نموذجًا للتّعاون الاقتصادي والتّجاري والثّقافي بين مصر ولبنان. وتأتي زيارتنا هذه في إطار الحرص المشترك على تعزيز أواصر التّعاون الاقتصادي والتّجاري بين مصر ولبنان، وفتح آفاق جديدة للشراكة في مختلف المجالات".

واعتبر محمد أنّ "ما يجمعنا من روابط تاريخيّة وثقافيّة، يشكّل أرضيّةً صلبةً لبناء تعاون اقتصادي متين ومستدام يخدم مصالحنا المشتركة. ونسعى خلال هذه الزّيارة، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدّمتها بحث سبل مساهمة الشّركات المصريّة في تلبية احتياجات السّوق اللّبناني، واستكشاف فرص التّعاون الاستثماري والتّجاري، والعمل معًا على تنمية العلاقات بين مجتمعَي الأعمال في البلدين|.

وأكّد "حرصنا الكامل على تقديم كل ما نستطيع من خبرات وتعاون، للمساهمة في إعادة إعمار لبنان ودعم اقتصاده"، خاتمًا أنّ "محبّتنا للبنان مستمرّة، وما يربطنا أكبر من المصالح، إنّه رابط الأخوّة والأمل والمصير الواحد".